فإنّه لو كان معنى الآية الأولى: إنّ اللّه جعل نوع الإنسان خليفته في الأرض فلا معنى عندئذ لتخصيص داود (ع) بجعله خليفة اللّه في الأرض من بين نوعه الإنساني الذي كان اللّه قد جعله خليفته في الأرض قبل داود (ع) و مع داود (ع) و بعده، ثمّ انّ فاء السببية [22] في قوله تعالى: فَاحْكُمْ بَيْنَ اَلنََّاسِ بِالْحَقِّ تدلّ على أن تخويل داود (ع) حقّ الحكم بين الناس كان بسبب جعله خليفة للّه في الأرض، أي انّه بسبب أنّ اللّه تعالى جعله خليفة في الأرض منحه حقّ الحكم بين الناس. إذا فإنّ منحه حقّ الحكم فرع على تعيينه خليفة للّه في الأرض. و بناء على ذلك ففي أيّ مورد وجدنا آية كريمة أخرى تدلّ على منح اللّه حقّ الحكم لأحد من أصفيائه علمنا أن ذلك الولي الصفي-هنا- خليفة للّه في الأرض كما في قوله تعالى في سورة المائدة: