(... إنّ السنن الّتي عليها مدار تفصيل الأحكام و معرفة الحلال و الحرام إلى غير ذلك من أمور الدّين، إنّما ثبتت بعد معرفة رجال أسانيدها و رواتها، و أوّلهم و المقدّم عليهم أصحاب رسول اللّه (ص) فإذا جهلهم الإنسان كان بغيرهم أشدّ جهلا و أعظم إنكارا، فينبغي أن يعرفوا بأنسابهم و أحوالهم...
و الصّحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك إلاّ في الجرح و التعديل، فإنّهم كلّهم عدول لا يتطرّق إليهم الجرح... ) .
و قال الحافظ ابن حجر في الفصل الثالث، في بيان حال الصّحابة من العدالة، من مقدمة الإصابة [6] :
(اتّفق أهل السنّة على أنّ الجميع عدول، و لم يخالف في ذلك إلاّ شذوذ من المبتدعة... ) .
و روى عن أبي زرعة أنّه قال:
(إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول اللّه (ص) فاعلم أنّه
[4] الاستيعاب فى أسماء الاصحاب للحافظ المحدث أبي عمر يوسف بن عبد اللّه بن محمد بن عبد البرّ النمري القرطبى المالكي (368-463 هـ) .
[5] أسد الغابة في معرفة الصحابة لأبي الحسن عز الدين علي بن محمد بن عبد الكريم الجزريّ المعروف بابن الأثير (ت: 630 هـ) ، 1/3.
[6] الإصابة في تمييز الصحابة للحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني الشافعي المعروف بابن حجر (773-852 هـ) و قد رجعنا إلى ط. المكتبة التجارية سنة 1358 هـ بمصر، 1/17-22.