و في رواية أنّ جبريل (عليه السلام) أتى النبيّ (ص) فأمره عن اللّه عزّ و جلّ أن يسمّيهما باسم ابني هارون (عليه السلام) و قال له: «إنّ عليّا منك بمنزلة هارون من موسى فسمّ ابنيك باسم ابني هارون»، قال: «و ما كان اسمها؟» قال: «شبر و شبير» فقال النبيّ (ص): «لساني عربيّ» قال: «فسمّهما حسنا و حسينا» [1].
و كان مالك بن أنس (ره) يكره أن يقال: الحسن و الحسين بالألف و اللام، و يقول: سمّاهما رسول اللّه (ص) حسنا و حسينا [2].
قال أبو زرعة: و هكذا الصواب و ذلك أنّه اشتقّ اسمهما من شبر و شبير و ليس فيهما ألف و لام.
[حسين منّي و أنا من حسين]
روى يعلى [بن مرّة] العامري قال: خرجنا مع رسول اللّه (ص) إلى طعام دعي له/ 22/ فإذا الحسين مع غلمان يلعب فاستنتل رسول اللّه (ص)- أي تقدم- و أسرع أمام القوم، فأراد رسول اللّه (ص) أن يأخذه، فطفق الصبيّ يفرّ هاهنا مرة و هاهنا مرة، و جعل رسول اللّه (ص) يضاحكه حتى أخذه، فوضع فاه على فيه فقبّله و قال: «حسين منّي و أنا من حسين، أحبّ اللّه من أحبّ حسينا، حسين سبط من الأسباط» [3].
- و هو اسم لجدّ الأسرة الأموية التي حاربت الإسلام و جهدت على إطفاء نور اللّه، بالإضافة إلى أن الإسلام دين السّلام، و هو تحيّة المسلمين فيما بينهم، و قد نصت كتب الفقه الإمامي على كراهة تسمية المولود باسم: «حرب».
[1]- نظم درر السمطين: ص 194، مقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي: 1/ 88 فصل (6)، روضة الواعظين: 1/ 353- 354.
[2]- نظم درر السمطين: ص 193، و هكذا الكلام التالي.
[3]- تاريخ دمشق: ح 112- 115 من ترجمة الحسين (عليه السلام)، فضائل الصحابة لأحمد: ح 14 من-