الفصل الخامس: فيما ورد في حقه من رسول اللّه ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)):
هذا فصل أصله مقصود و فضله معقود و نقله مشهود و ظله ممدود و ورده مورود و سدره مخضود و طلحه منضود، و هو من اسنى السجايا و المدائح معدود فإنه جمع من اشتات الإشارات النبوية و الأفعال و الأقوال الطاهرة الزكية، ما أشرقت به أنوار المناقب و سمقت بالحسن ((عليه السلام)) إلى أشرف شرف المراتب و احدقت مزايا المآثر به من جميع الجوانب، فإن من امتطى مطاء رسول اللّه ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)) رقى قدم شرفه مناكب الكواكب، فبخ بخ لمن خصه اللّه (تعالى) من رسوله المصطفى بهذه المواهب.
فمنها ما اتفقت الصحاح على إيراده و تطابقت على صحة إسناده ما رواه الحسن بن أبي الحسن البصري ((رضي الله عنه)) قال: سمعت أبا بكرة هو نفيع بن الحارث ((رضي الله عنه)) يقول: رأيت رسول اللّه ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)) و الحسن بن علي إلى جنبه و هو يقبل على الناس مرة و عليه أخرى و يقول: «إن ابني هذا سيد و لعل اللّه أن يصلح به فئتين عظيمتين من المسلمين».
و منها ما رواه الإمامان البخاري و مسلّم ((رضي الله عنهما)) بسندهما عن البراء ((رضي الله عنه)) أنه قال: رأيت رسول اللّه ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)) و الحسن بن علي على عاتقه يقول: «اللهم اني أحبه فأحبه».
و منها ما رواه الإمام الترمذي ((رضي الله عنه)) بسنده في صحيحه عن ابن عباس ((رضي الله عنهما)) أنه قال: كان رسول اللّه ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)) حامل الحسن بن علي على عاتقه فقال رجل: نعم المركب ركبت يا غلام فقال النبي ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)): «و نعم الراكب هو».