نام کتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) نویسنده : حافظ رجب البرسي جلد : 1 صفحه : 36
يَسْطُرُونَ[1] و فريضة العصر أمير المؤمنين (عليه السلام)، و المغرب الزهراء، أمرهم اللّه تعالى بالمحافظة على حبّها و حبّ عترتها، فصغروا قدرها، و حقروا عظيم أمرها، لما غربت عنها شمس النبوّة، و حبّها الفرض، و تمام الفرض، و قبول الفرض، لأن النبي (صلّى اللّه عليه و آله) حصر رضاه في رضاها فقال: «و اللّه يا فاطمة لا يرضى اللّه حتى ترضي، و لا أرضى حتّى ترضي» [2].
و معنى هذا الرمز أن فاطمة (عليها السلام) ينبوع الأسرار و شمس العصمة، و مقرّ الحكمة، لأنّها بضعة النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و حبيبة الولي، و معدن السرّ الإلهي، فمن غضبت عليه أمّ الأبرار، فقد غضب عليه نبيّه و وليّه، و من غضب عليه النبي و الولي، فهو الشقي كل الشقي.
و صلاة العشاء الحسن (عليه السلام) حيث احتجب عنه نور النبي و الولي، و الصبح الحسين (عليه السلام) لأنه بذل نفسه في مرضاة اللّه تعالى، حتى أخرج نور الحق في دجنة الباطل، و لولاه لعمّ الظلام إلى يوم القيامة.
فصل
و مثل هذا الباب من الحديث القدسي بقول اللّه سبحانه «ولاية علي حصني، فمن دخل حصني، أمن عذابي» [3]. فحصر الأمان من العذاب في ولاية علي، لأنّ الإقرار بالولاية يستلزم الإقرار بالنبوّة، و الإقرار بالنبوّة، يستلزم الإقرار بالتوحيد، فالموالي هو القائل بالعدل، و القائل بالإمامة، و العدل مع التوحيد هو المؤمن، و المؤمن من آمن. فالموالي لعلي هو المؤمن الآمن، و إلّا فهو المنافق الراهق من غير عكس.
و مثال هذا من قول النبي (صلّى اللّه عليه و آله): «أنا مدينة العلم و علي بابها» [4]، و المدينة لا تؤتى إلّا بالباب، فحصر أخذ العلم بعده في علي و عترته، فعلم أن كل من أخذ علمه بعد النبي (صلّى اللّه عليه و آله) من غير علي و عترته (عليهم السلام) فهو بدعة و ضلال، و في هذا الحديث إشارة لطيفة، و ذلك أن كل