نام کتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) نویسنده : حافظ رجب البرسي جلد : 1 صفحه : 321
على الحوض إذ بملا من أصحابي يؤخذ بهم ذات اليمين و ذات الشمال مسودة وجوههم، فأناديهم: أصحابي أصحابي، فيأتي النداء من خلفهم، يا محمد، إنّهم ليسوا أصحابك، إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؛ فأقول: ألا سحقا ألا سحقا [1].
و أما الآل فهم المآل، دليله قوله: «أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا»، و هذا رمز شريف، حله و معناه أنه لا ينجو من شدائد الأهوال، و عذاب يوم المآل، إلّا من تولّاهم.
و أما قولهم عنه (صلّى اللّه عليه و آله) أنه قال: «أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم» [2] إنّما عنى بالأصحاب هنا أهل بيته، و إلّا لزم التناقض؛ فكيف يكونون ضالين عن الحوض مسودة وجوههم، و كيف يكونون كالنجوم يقتدى بهم؟ و إنّما قال (صلّى اللّه عليه و آله): مثل أهل بيتي في هذه الأمّة مثل نجوم السماء كلّما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة [3]، و إن كان أصحابه نجوما فأهل
[1] الحديث مجمع عليه عند أهل الإسلام، راجع: فتح الباري ح 6585، و سنن ابن ماجة: ح 4306، و مسند أحمد: ح 7933.
[2] قال الإمام السخاوي: زعم كثير من الأئمة أنه لا أصل له. المقاصد الحسنة: 49- 50 ح 39.
و قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث مختصر المنهاج رقم 55: رواه الدارقطني في الفضائل و ابن عبد البر في العلم من طريقه من حديث جابر و قال: إسناد لا تقوم به حجة- رواه البيهقي في المدخل من حديث ابن عمر و ابن عباس بنحوه من وجه آخر مرسلا و قال: متنه مشهور و أسانيده ضعيفة و لم يثبت في إسناد، و رواه البزار و قال: منكر لا يصح، و قال ابن حزم: مكذوب باطل (هامش المنتخب من مسند عبد بن حميد: 251 ح 783).
و قال محقق كنوز الحقائق: 1/ 67 ح 751: الحديث موضوع (ميزان الاعتدال: 1/ 412 رقم 1511 و لسان الميزان 2/ 488).
و قال محقق كتاب شرح مسند أبي حنيفة: 498: هذا ليس بصحيح و تفصيله في رسالة ملحقة (بنود الأنوار)
و ضعفه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية: 4/ 146 ح 4193- 4194.
و ممن ضعفه الخفاجي و الملا علي القاري و أحمد و المزني. أنظر: نسيم الرياض: 3/ 424 و التقرير و التحبير لابن أمير الحاج: 3/ 99 و جامع بيان العلم لابن عبد البر: 2/ 89.
* هذا و روي الحديث بلفظ: «أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم» (لسان الميزان: 1/ 141). و هو موافق لما روي من طرق في حديث الأمان الذي يشبه به النبي أهله بالنجوم، و أيضا له شاهد من حديث الثقلين، و لا يلزم منه الأمر بالمتناقضات لأن أهل البيت (عليهم السلام) عصمهم اللّه بآية التطهير و لم يكن بينهم اختلاف.