نام کتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) نویسنده : حافظ رجب البرسي جلد : 1 صفحه : 316
الحسنات، فإذا كان في الميزان فأين السيئات، و إليه الإشارة بقوله: إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ[1]، و أكبر الحسنات حبّ علي، بل هو الحسنات، فإذا كان في الميزان فلا ذنب معه، و أين ظلمة الذنب مع تلألؤ نور الرب، لأن ولاية علي هي نور الرب، و أين ظلمة الليل عند ضياء البدر المنير، أم مس السيئات عند خالص الإكسير، و من ذلك قوله: يَداهُ مَبْسُوطَتانِ، و قوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ[2] و التناقض لازم له في الظاهر من غير تأويل، لأن من لا مثل له من أين له يدان مبسوطتان؟ و من له يد مبسوطة كيف يكون بلا شبه و لا مثل؟ هذا واضح لمن عرف الاستعارة اللغوية.
فصل [ليس كمثله شيء]
أما قوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، فحق لأنّ الإله الحق لا مثل له لأنه مسلوب عنه الأضداد و الأنداد، و قوله: بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ فذلك أيضا حق لأنّه أراد القدرة و الرزق و عبّر عنهما باليد، لأن البسط يليق باليد و القدرة أيضا. فلفظ اليد هنا استعارة لأن قدرته و رزقه لم يزل و لا يزال، فله الأيادي على سائر خلقه و الإنعام، و أما عند الباطن فاليدان المبسوطتان محمد و علي، و هما النعمة و القدرة نعمة النبوّة و قدرة الولاية، و من ذلك قوله: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ* إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ[3]، و قوله: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ[4]، فالذي لا تدركه الأبصار كيف تراه الوجوه؟ و الذي لا تراه الوجوه، كيف لا تدركه الأبصار؟ هذا نفي و إثبات، و النفي و الإثبات لا يجتمعان.
و من ذلك قوله خطابا لسيّد المرسلين: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ[5]