responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) نویسنده : حافظ رجب البرسي    جلد : 1  صفحه : 30

و الإدراك. و الحروف في لطيفة الروح شكل الضلعين من أضلاع المثلث المتساوي الأضلاع، ضلع قائم، و آخر مبسوط على هذه الصورة، و القائم ضلع الألف، و المبسوط ضلع الباء، و إنّما قلنا بأن الحروف في لطيفة الروح شكل ضلعين، لأنّ فيض الأنوار البسيطة التي في العقل بالفعل هي في الروح بالقوة فاتفقا في وجود الأسرار، و تباينا في اختلاف الأطوار، و من حيث إن الروح تستمد من العقل، و النفس تستمد من الروح، و جميع الأنوار العلوية تستمد من نور العرش، كذلك سائر الحروف تستمد من نور الألف، و رجوع السفلي و العلوي منها إليها، و كل حرف من الحروف قائم بسرّ الألف و الألف سرّ الكلمة، و ملائكة النور الحاملون للعرش من ذوات هذه الحروف، و الأوّل منها المتعلّق بالعقل اسمه الألف و الموحدون لحضرة الجلال أربعة: العقل، و الروح، و النفس، و القلب هو الموحد الرابع، و توحيده بسر الحروف التي أوجدها الحق في جبلته، لأنّ القلب لوح النقوش الربّانية، بل هو اللوح المحفوظ بعينه. و من هاهنا اختلفت الحروف باختلاف أوضاعها و نسبتها إلى أحوال آدم؛ فالدال يوم خلقه، و خط الجيم يوم تسويته، و خط الباء يوم نفخ الروح فيه، و خط الألف يوم السجود؛ فكان تركيب البنية الإنسانية بالحكمة الإلهية من شكل تربيعي، و تربيع طبيعي، و من عالمي الاختراع و الإبداع، فعلم أن العالم العلوي و السفلي بأجمعه داخلان تحت فلك الألف الذي هو عبارة عن الاختراع الأوّل، و العرش العظيم، و العقل النوراني، و الجبروت الأعلى، و سرّ الحقيقة و حضرة القدس و سدرة المنتهى، و ساير الحروف إجمالا و تفصيلا انبعثت عنه، و جميعها باختلاف أطوارها و تباين آثارها تستمد منه؛ و ترجع إلى الرب سبحانه.

خلق الخلق بسرّ هذه الحروف، و عالم الأمر كن فيكون، و كلامه سبحانه في حضرة قدسه إنّما سمع بهذه الحروف، و هي قائمة بذات الحق سبحانه، و أسماؤه المخزونة المكنونة مندرجة تحت سجل هذه الحروف، و الألف منها أوّل المخترعات، و منها سائر مراتب العالم، و جميع الحروف محتاجة إليه و هو غني عنها لأن سائر الأعداد لا تستغني عنه، و هو لا يحتاج إليها. و من عرف ظاهر الألف و باطنه، وصل إلى درجة الصدّيقين، و مرتبة المقرّبين، لأن له ظاهرا و بطونا، فظاهره (3): العرش، و اللوح، و القلم. و هو مركّب من (3)

نام کتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) نویسنده : حافظ رجب البرسي    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست