نام کتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) نویسنده : حافظ رجب البرسي جلد : 1 صفحه : 174
فصل
و بيان ما أشار إليه النبي و أحال عليه أن من عرف محمدا و عليا كمعرفة اللّه لهم، عرف اللّه [1] كما عرفوه، لكن الأوّل ممتنع فالثاني كذلك، مثاله من القرآن: قوله سبحانه لموسى:
لَنْ تَرانِي* وَ لكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي[2] فعلّق الرؤية على استقرار الجبل، و استقرار الجبل عند تجلّي نور الكبرياء محال، فرؤية الرب الكبير المتعال بعين البصر محال. علق الممتنع على الممتنع فامتنع الثاني لامتناع الأوّل.
فمالك أيّها المرتاب كلّما وضح الدليل ازددت ضلالا عن السبيل، و كلّما لاح ضوء الصباح و فاح أقاح الإيضاح، زدت زكاما، و هل هذا ضلال عن الحق و شك في عين اليقين و إمام الصدق، فإذا كان المنافق إذا تليت عليه آيات علي أبى و استكبر، و الموافق إذا تليت عليه آياته أنكر و استكثر، فما الفرق إذا بين من عمي و أبصر؟ و لقد أحسن من أشار إلى هذا المقام فقال:
أمير المؤمنين أراك لما * * * ذكرتك عند ذي ثقة صغى لي
و إن كررت ذكرك عند نغل * * * تكدر سرّه و بغى قتالي
فصرت إذا شككت بأصل امرأ * * * ذكرتك بالجميل من الخصال
فها أنا قد خبرت بك البرايا * * * فأنت محكّ أولاد الحلال
و ليس يطيق حمل ثناك إلّا * * * كريم الأصل محمود الفعال [3]
وجه آخر في معنى قوله: «ما عرف اللّه إلّا أنا و أنت»، و ذاك أن العظمة التي رآها رسول اللّه ليلة المعراج و اختراقه الحجب السماوية، و وصوله إلى قاب قوسين و الكلام الذي خوطب
[1] في الأصل المطبوع لفظ رجل بدل اللّه فتأمّل المعنى جيّدا؟!