نام کتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) نویسنده : حافظ رجب البرسي جلد : 1 صفحه : 139
الفصل السابع في أسرار أبي جعفر الباقر (عليه السلام)
فمن ذلك ما رواه محمد بن مسلم قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) إذ وقع إليه ورشانان ثم هدلا فرد عليهما فطارا، فقلت: جعلت فداك ما هذه؟ فقال: هذا طائر ظن في زوجته سوءا فحلفت له فقال لها: لا أرضى إلّا بمولاي محمد بن علي (عليه السلام)، فجاءت فحلفت له بالولاية أنّها لم تخنه فصدّقها، و ما من أحد يحلف بالولاية إلّا صدّق إلّا الإنسان، فإنّه حلّاف مهين [1].
و من ذلك ما رواه ميسر قال: قمت بباب أبي جعفر فخرجت جارية جلاسية فوضعت يدي على رأسها فناداني من أقصى الدار: ادخل لا أبا لك فلو كانت الجدران تحجب أبصارنا عنكم كما تحجب أبصاركم لكنّا نحن و إيّاكم سواء [2].
و من ذلك ما رواه محمد بن مسلم قال: خرجت مع أبي جعفر (عليه السلام) إلى مكان يريده فسرنا، و إذا ذئب قد انحدر من الجبل و جاء حتى وضع يده على قربوس السرج، و تطاول فخاطبه فقال له الإمام (عليه السلام): ارجع فقد فعلت، قال: فرجع الذئب مهرولا، فقلت: يا سيدي ما شأنه؟
فقال: ذكر أن زوجته قد عسرت عليها الولادة فسأل لها الفرج و أن يرزقه اللّه ولدا لا يؤذي دواب شيعتنا، فقلت له: اذهب فقد فعلت، قال: ثم سرنا، و إذا قاع محدب يتوقّد حرّا، و هناك عصافير يتطايرون، و درن حول بغلته فرجوها، و قال: لا و لا كرامة، قال: ثم سار إلى مقصده، فلما رجعنا من الغد وعدنا إلى القاع و إذا العصافير قد طارت و دارت حول بغلته و رفرفت، فسمعته يقول: اشربي و ارتوي، قال: فنظرت، و إذا في القاع ضحضاح [3] من الماء، فقلت: يا سيدي بالأمس منعتها و اليوم سقيتها؟ فقال: اعلم أن اليوم خالطتها القنابر فسقيتها،