نام کتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) نویسنده : حافظ رجب البرسي جلد : 1 صفحه : 107
فصل [علم آل محمّد للغيب]
و ها إننا نورد في هذا الفصل شمة من أسرار الأئمة الهداة و البررة السادات، و الميامين الولاة، و نطقهم بالمغيبات، و إظهارهم الكرامات و إبرازهم الخفيات، توبيخا لأهل الجهالات، الذين أنكروا هذه الحالات، و منعوا هذه الصفات، و زعموا أنهم من العداة.
[1] إن الذي يدّعي علم الغيب للإمام و النبي: لا يدّعيه على نحو الاستقلالية، بل يدعي أن اللّه أطلع نبيّه و أهل بيته على الامور الغيبية التي لم يطلع عليها أحدا.
و إن شئت قلت: علم الغيب لذات الشخص و بلا توسط من الغير هو العلم الثابت لواجب الوجود و الذي هو عين الذات، و هذا مختص باللّه و لغيره كفر.
أمّا العلم بالغيب الذي هو بتوسط اللّه تعالى و ليس هو عين الذات، فهذا الذي علمته الأئمة و رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و عليه دلت الآيات و الروايات:
فعن أبي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) قال: «و اللّه لقد أعطينا علم الأوّلين و الآخرين».
فقال له رجل من أصحابه: «جعلت فداك أ عندكم علم الغيب؟
فقال له (عليه السلام): «ويحك إنّي أعلم ما في أصلاب الرجال و أرحام النساء، و يحكم وسّعوا صدوركم و لتبصر أعينكم و لتع قلوبكم، فنحن حجّة اللّه تعالى في خلقه و لن يسع ذلك إلّا صدر كلّ مؤمن قوي قوّته كقوّة جبل تهامة إلّا بإذن اللّه، و اللّه لو أردت أن أحصي لكم كل حصاة عليها لأخبرتكم» (بحار الأنوار: 26/ 28 ح 28 باب جهات علومهم عن مناقب آل أبي طالب: 3/ 374).
و قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لعلي: «إنّ اللّه أطلعني على ما شاء من غيبه و حيا و تنزيلا و اطلعك عليه إلهاما» (مشارق أنوار اليقين: 135- 136 و 25 و في بحار الأنوار: 26/ 4 ح 1: «أنا صاحب اللوح المحفوظ ألهمني اللّه علم ما فيه».
و قيل لأبي جعفر (عليه السلام): إن شيعتك تدعي أنك تعلم كيل ما في دجلة. و كانا جالسين على دجلة.
فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «يقدر اللّه عز و جل أن يفوض علم ذلك إلى بعوضة من خلقه؟»
قال: نعم.
فقال (عليه السلام): «أنا أكرم على اللّه من بعوضته» ثم خرج. (إثبات الوصية: 191- 192).
نام کتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) نویسنده : حافظ رجب البرسي جلد : 1 صفحه : 107