بالمدينة و كانت جارية لصاحب المنزل تعجبنى و انى أتيت الباب فاستفتحت ففتحت الجارية فغمزت ثديها فلما كان من الغد دخلت على أبى عبد اللّه فقال لى: يا مهزم أين كان أقصى أثرك اليوم؟ فقلت له: ما برحت المسجد فقال: أ ما تعلم ان أمرنا هذا لا ينال الا بالورع.

12- عنه روى غيره عن أبى بصير قال: دخلت المدينة كان معى جويرة لى فأصبت منها ثم خرجت الى الحمام فلقيت أصحابنا الشيعة و هم متوجهون الى أبى عبد اللّه (عليه السلام) فخفت أن يسبقونى و يفوتنى الدخول عليه، فمشيت معهم حتى دخلت الدار معهم فلما مثلت بين يدى أبى عبد اللّه (عليه السلام) نظر إليّ ثم قال لى: يا أبا بصير أ ما علمت أن بيوت الأنبياء و أولاد الأنبياء لا يدخلها الجنب؟ فاستحييت و قلت: يا بن رسول اللّه انى لقيت أصحابنا فخفت أن يفوتنى الدخول معهم و لن أعود الى مثلها و خرجت.

13- عنه من كتاب نوادر الحكمة، عن محمد بن أبى حمزة، عن أبى بصير قال: دخل شعيب العقرقوفي على أبى عبد اللّه و معه صرّة فيها دنانير فوضعها بين يديه فقال له أبو عبد اللّه (عليه السلام): أ زكاة أم صلة؟ فسكت ثم قال:

زكاة و صلة، قال: فلا حاجه لنا فى الزكاة، قال: فقبض أبو عبد اللّه (عليه السلام) قبضة فدفعها إليه فلما خرج قال أبو بصير: قلت له كم كانت الزكاة؟ قال: بقدر ما أعطانى، و اللّه لم يزد حبة و لم ينقص حبّة.

14- عنه، عن عثمان بن عيسى، عن إبراهيم بن عبد الحميد قال:

خرجت الى قبا لأشترى نخلا فلقيته و قد دخل المدينة فقال: أين تريد؟

فقلت: لعلنا نشترى نخلا، فقال: أو قد أمنتم الجراد؟ فقلت: لا و اللّه لا اشترى نخلة فو اللّه ما مضت الا خمسا حتى جاء من الجراد ما لم يترك فى‌