سلام عبد خالص حبّه * * * باطنه فى الصدق كالظاهر
و عج على أرض البقيع الّذي * * * ترابه يجلو قذى الناظر
و بلّغن عنّى سكانه * * * تحيّة كالمثل السائر
قوم هم الغاية فى فضلهم * * * فالأوّل السابق كالآخر
هم الأولى شادوا ابناء العلى * * * بالأسمر الذّابل و الباتر
و أشرقت فى المجد أحسابهم * * * إشراق نور القمر الباهر
و بخلو الغيث يوم الوغا * * * راعوا جنان الأسد الخادر
بد ابهم نور الهدى مشرقا * * * و ميز البرّ من الفاجر
فحبّهم وقف على مؤمن * * * و بغضهم حتم على كافر
كم لى مديح فيهم شايع * * * و هذه تختصّ بالباقر
امام حقّ فاق فى فضله * * * العالم من باد و من حاضر
أخلاقه الغرّ رياض فما * * * الروض غداة الطيب الماطر
ما ضرّ قوما غصبوا حقّه * * * و الظّلم من شنشنة الجاير
لو حكّموه فقضى بينهم * * * أبلج مثل القمر الزاهر
فرع زكا أصلا و أصل سما * * * فرعا علاه الفلك الداير
جرى على سنّة آبائه * * * جرى الجواد السابق الضامر
و جاء من بعد بنوه على * * * آثاره الوارد كالصادر
فخاره ينقله منجد * * * مصدّق فى النقل عن غابر
قد كثرت فى الفضل أوصافه * * * و إنّما العزّة للكاثر
لو صافحت راحته ميّتا * * * عاش و لم ينقل الى قابر
حتى يقول الناس سمّار أو * * * يا عجبا للميّت الناشر
محمّد الخير استمع شاعرا * * * لو لا كم ما كان بالشاعر