لا ريب في أن العيش في أي مجتمع يفرض على الإنسان أن يتأقلم فيه، وينسجم معه ومع أفراده، ويجاريهم في كثير من آدابهم وتقاليدهم وعاداتهم. غير أن اللازم عليكم..
أولاً: أن تقتصروا في ذلك على ما تقتضيه الضرورة معهم، مع الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من عاداتكم وتقاليدكم، وخصوصاً فيما بينكم، فإن في ذلك تأكيداً على شخصيتكم وتثبيتاً لكيانكم وتذكيراً لكم بأنكم غرباء عن تلك المجتمعات، متميزون عنها بدينكم ومثلكم، وأخلاقكم وسلوككم، مباينون لها بقلوبكم وعواطفكم وضمائركم.
وثانياً: أن تقفوا عند حدود الله عز وجل وتعاليمه، فإن كثيراً من شؤون المعاشرة والمخالطة في تلك المجتمعات محرمة شرع، كمصافحة النساء الأجنبيات، واستماع الغناء والموسيقى، وشرب الخمر، وغيره. فعليكم الوقوف عندها بحزم وإصرار مهما كلف الثمن، فإن التشبه بالكفار في المباحات ممقوت لله تعالى، فكيف يكون حال مجاراتهم في المعاصي والمحرمات؟!
ولا يخدعنكم الشيطان وأولياؤه، والنفس الأمارة بالسوء، بأن ذلك من موارد الضرورة، حرجاً من مجابهتهم بالرد، وما يترتب على ذلك من تشويه صورتكم أمامهم، ونظرتهم إليكم نظرة سلبية، لخروجكم