التاسع:

أنتم تقيمون غالباً في بلاد تعودت التحلل والتبذل والتخلع، والتفكك العائلي، وطلب اللذة المباشرة بجميع وجوهها ومن أقصر طرقه، من دون حاجز من دين أو خلق أو عرف، حتى شاع ذلك فيها واستحكم، وفرض نفسه على أرض ذلك الواقع من دون إنكار أو تنبيه أو دعوة للإصلاح.

وأنتم حين حللتم في تلك البلاد تحملون بقية من قيم دينية وأخلاقية واجتماعية يقوم عليها كيانكم وتتحدد فيها شخصيتكم. فإن لم تتحصنوا بتلك القيم وتتشبثوا بها بحزم وإصرار تحللتم منها تدريجي، وفارقتكم إلى غير رجعة، وصهرتكم تلك المجتمعات وذبتم فيه. وكانت عاقبة ذلك..

أولاً: غضب الله تعالى وخذلانه وعظيم عقابه، وشديد نكاله، فإن الله عز وجل غيور قد أدب عباده وحدّ حدوده لهم، فمن تجاوزها تعرض لنقمته التي لا يقوم لها شيء. وما ورد من الوعيد على آحاد تلك المحرمات لا يحصيه البيان، فكيف بالتيه في ذلك المتاه الواسع والتوحل في ذلك المستنقع العفن المليء بالرذائل والقذارات. وقد مَنّ الله تعالى عليكم بمعرفته ووفقكم لحمل دعوته، فصارت الحجة عليكم أعظم، وتكون جريمتكم بسببها أكبر. وفي موثق عباد بن صهيب عن