نام کتاب : مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي و الخلافة الراشدة نویسنده : الگنجي الشافعي، محمد بن يوسف جلد : 1 صفحه : 27
و تيماء و غيرهما في محلّ واحد لروابطها الأكيدة فيما بينها.
و كانت هجرة مسلمي مكة و قيام دولة إسلامية بالمدينة سببا لتوتر العلائق بين المسلمين و قريش، فنشأت حروب بينهم و وقعت وقائع بدر و أحد و الخندق و الحديبية و فتح مكة. فجمعنا الوثائق المتعلقة بهذه الأمور في فصل خاصّ.
و لم تبدأ علائق المسلمين السياسية مع الروم و الفرس و من تحتهم من الحبشة و الغساسنة و أهل البحرين و عمان و اليمن و نجران و حضرموت و مهرة و غيرها إلّا بعد الحديبية، فذكرنا الوثائق المتصلة بهم في فصلين.
و من المعروف أن إمبراطور الروم و كسرى الفرس لما دعاهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى الإسلام أبيا و ردّا دعوته. فكتب النبي صلى اللّه عليه و سلم رأسا إلى الملوك و الأمراء الذين تحت سيطرة هذين العظيمين، فمنهم من أجاب فأفلح و منهم من أدبر فهلك.
و سيرى الناظر في الفصل الخاص بقبائل العرب أن الذي أراده النبي صلى اللّه عليه و سلم كان أن يفرق بينهم و بين قريش فيحيط مكة بقبائل خاضعة للإسلام أو معاهدة للمسلمين. فكان أوّل عمل سياسيّ عمله النبي صلى اللّه عليه و سلم بعد الهجرة أن عاهد القبائل التي سكنت في ما بين المدينة و ساحل البحر مثل جهينة و ضمرة و غفار، و كانت ديارهم في طريق قريش في رحلتهم الصيفية إلى الشأم و مصر، فسدّها النبي و أعانه عليه حلفاؤه من هذه القبائل.
ثم إنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم عاهد قبائل خزاعة و أسلم و غيرهما ممن سكنوا حول مكة فاضطرت قريش فحاربت المسلمين فانكسرت و خضعت أخيرا. و قد جمعنا جميع هذه الوثائق التي لها علاقة بهذه القبائل مرتّبة على حسب ذلك. ثم أوردنا الكتب التي أرسلها النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى عمّاله وقت ردّة اليمن و اليمامة و أضفنا إليها بعض ما كتبه أبو بكر من الوثائق المتصلة بهذه الفترة.
و لما حجّ النبي صلى اللّه عليه و سلم حجّة الوداع في آخر السنة العاشرة للهجرة خطب خطبته المشهورة في عرفة على جبل الرحمة و بيّن فيها حقوق
نام کتاب : مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي و الخلافة الراشدة نویسنده : الگنجي الشافعي، محمد بن يوسف جلد : 1 صفحه : 27