responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مبادئ الإيمان نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 30

اهل الرأي في دفعها بل عجزوا عن الجواب عنها حتى قال بعضهم لو بعث اللّه نبياً في هذا الزمان لم اسأله من المعجزة الا دفع شبهة ابن كمونة. و في الحق انها على ذلك المبنى لا مجال لدفعها كما انها على المبنى الثاني لا مجال لورودها فضلًا عن الحاجة الى دفعها و شرح ذلك يحتاج الى فضل بيان لا يسعه المجال. انما جلَّ الغرض ان وحدة الوجود بهذا المعنى هي الحق و لا يتم الا بها وحدانية الحق و لا يقدح في هذه الوحدة ان نقول ان واجب الوجود هو الوجود الحقيقي و وجود الموجودات الامكانية وجود مجازي نظراً الى ضعفها و حاجتها الى علتها و عدم بقائها و ان كانت بحسب الحقيقة وجودات ذات آثار جلى و لها حظها من الوجود و هي بالقياس الى وجود الواجب كالعدم.

نعم هناك معنيان آخران لوحدة الوجود:

احدهما: أن الوجود في ظرف الخارج و التحقق ليس الا ذلك الوجود الواجب الأزلي و باقي الوجودات الامكانية كلها افعاله و الفعل اثر الفاعل و لا وجود له سوى وجود فاعله فليس في الدار غيره ديار و شعاع النار لا وجود له سوى وجود النار و لعل هذا المعنى هو الذي يرمز اليه العرفاء و كبراء التصوف في كلماتهم و إليه الإشارة بقولهم:

كل ما في الكون و هم او خيال * * *او عكوس في المرايا او ظلال

و قول آخر:

و ما الوجه الا واحد غير انه * * *اذا انت عددت المرايا تعددا

و عليه يحمل شطحات بعض كبرائهم كقول الحلاج: أنا الحق و ما في جبتي الا الحق و قول الجنيد: لمن روى له حديث كان اللّه و لم يكن معه شي‌ء الآن كما كان يعني ان الفعل ليس مع الفاعل بل من الفاعل فهو متأخر عنه و قائم به. و لكن لا يصح به امثال قول القائل: انا انت فسبحانك سبحاني الا على نظرية انا من اهوى و من اهوى انا. و على كلٍ فتلك الكلمات من المبهمات التي لا توافق بظاهرها ظواهر الشريعة، و ربما تكون لأربابها مقاصد صحيحة و السرائر لله.

الثاني: ان الموجودات كلها هي الوجود الواجب و لكن ليس هو الا هذه العوالم المحسوسة و المعقولة و هي بأجمعها تطوراته و تشكلاته، و هذا هو الكفر المحض و الضلال المبين و إليه اشار بعض الحكماء الراسخين في اسفاره حيث قال: ان بعض الجهلة من المتصوفين المقلدين الذين لم يحصلوا طريق العلماء العرفاء و لم يبلغوا مقام العرفان توهموا لضعف عقولهم و وهن عقيدتهم و غلبة سلطان الوهم على نفوسهم ان لا تحقق بالفعل الا للذات الأحدية المنعوتة بالسنة العرفاء بمقام الأحدية و غيب الهوية و غيب الغيوب مجردة عن المظاهر و المجالي بل المتحقق هو عالم الصورة و قواها الروحانية و الحسية و اللّه هو الظاهر المجموع لا بدونه [1]. الى ان قال: و هذا كفر محض و زندقة صرفة لا يتفوه من له ادنى مرتبة من العلم و نسبة هذا الأمر الى اكابر الصوفية و رؤسائهم افتراء محض و افك عظيم يتحاشى عن اسرارهم و ضمائرهم.

و اقول: ان هذا هو عين قول الماديين و الطبيعيين و الا فإنه أخوه غذته امه بلبانها، و قد تجلى لك ان لوحة الوجود ثلاثة معاني صحيح لا ريب فيه و باطل لا مرية فيه و مجمل امره الى اللّه، فالعرفاء قصروا نظرهم على مقام الوحدة، و جهلة الصوفية قصروه على الكثرة‌


[1] اعتبار أن الموجودات هي واجب الوجود فيه شي‌ء كثير من التعقيد في المعنى احد المعاني ان الموجودات شريكة لله في الثبوت و عدم التغير و هذا ما ينقضه العلم و الآخر ان اللّه ليس له وجود مستقل عن الموجودات و لا هيمنة له عليها و هذا كفر محض، اذن كيف نشأت الموجودات من العدم؟ و لما ذا تتغير؟.

الناشر

نام کتاب : مبادئ الإيمان نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست