نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد جلد : 1 صفحه : 78
وعلنيا أن نعثر على أجوبة تُرضي وجداننا وتُقنعنا ، وإنّ قصّة عيسى (عليه السلام)بهذا الشأن قابلة للتأمّل ؛ إذ يُروى أنّه كان يمشي مع جَمعٍ من أصحابه فصادفوا جثّة كلب ميّت ، وأخذوا يتأفّفون من رائحتها الكريهة ، وسائر الجهات المقزّزة فيها ، إلاّ أنّ عيسى (عليه السلام)الذي كان يتمتّع برؤية ربّانية ، أخذَ يطيل النظر في نقطة خاصّة من الكلب وهو يقول : ( ما أجملَ بياض أسنانه [1] ! فهلاّ ذَكرتم هذه الصفة فيه ) ؟
الرؤية الواقعية
تحدّثنا عن أضرار ( سوء الظنّ ) بما فيه الكفاية ، ونقرأ في رواية أخرى عن الإمام علي (عليه السلام): ( أسوأُ الناس حالاً مَن لا يثق بأحد لسوء ظنّه ، ولا يثق به أحد لسوء أثره ) [2] .
ولكن من جهةٍ أخرى ، نجد أنّ الأحاديث قد ذمّت ( حُسن الظنّ ) ، الذي يؤدّي إلى التصديق الساذج والانخداع بمظاهر التزوير والنفاق ، الذي يضرّ بالإنسان مادّياً ومعنوياً .
قال الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام): ( إذا كان الجور أغلَب من الحقّ ، لم يحل لأحدٍ أن يظنّ بأحدٍ خيراً حتّى يَعرف ذلك منهُ ) [3] .
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): ( إذا كان الزمانُ زمان جورٍ وأهلهُ أهل غدرٍ ، فالطمأنينةُ إلى كلّ أحد عَجز ) [4] .
فعليه : ماذا ينبغي أن نفعل ؟ فإنّ سوء الظنّ يُعدّ معصية ومفسدة للدين والعبادة والعلاقات الأخلاقية والاجتماعية ، ويحول دون الرُقي والكمال ، وإنّ حُسن الظنّ في الظروف الحسّاسة يؤدّي إلى الانخداع والضياع ، بل والسقوط أحياناً .