يبلغ عدد الشباب واليافعين في بلادنا حاليّاً 25 مليون نسمة من مجموع سكّان البلاد ، فلو تمتّع هذا العدد الكبير بالفاعلية المطلوبة فإنّهم سيُبشّروننا بمستقبلٍ مُشرق .
إلاّ أنّ الوصول إلى هذا المستقبل المشرق يتوقّف على شرطين :
1 ـ التخطيط ، التوجيه ، الهداية ، الرقابة والصيانة التي على الأوصياء والمسؤولين في المجتمع أن يقوموا بها بدقّة .
2 ـ معرفة الذات واكتشافها ، والشعور بالمسؤولية والالتفات إلى القابليات والكفاءات ، والاستفادة من الثروات وإنعاش ( شخصيتنا الذاتية ) ؛ فإنّ هذه الأمور حسّاسة جدّاً وعلى الشباب واليافعين أنفسهم أن يقوموا بها .
وقد تحدّثنا حول الشرط الأوّل في مواطن مختلفة من هذا الكتاب ، وسيأتي الكلام حولهُ أيضاً ، كما أنّنا تحدّثنا في بعض الفصول المتقدّمة حول الشرط الثاني ، ولكن بما أنّ الشباب طبقة استثنائية وأنّ مرحلة الشباب شديدة الحسّاسيّة والتأثّر ، ولأجل العوامل المختلفة من الأعداء في الداخل والخارج الكامنين لهذه الطبقة العظيمة بُغية الهجوم عليها هجوماً غادراً ، سنتعرّض لبعض موارد موضوع ( الآفات الأخلاقية ) ، الذي هو موضوع واسع يرتبط بالدرجة الأولى بالشباب أنفسهم ، ونَعقد بحثاً مستقلاً من خلال الالتفات إلى الأمور الضرورية والاستعانة بتوجيهات أئمّة الدين (عليهم السلام):
نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد جلد : 1 صفحه : 71