نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد جلد : 1 صفحه : 60
والطريق الأوّل من هذه الطرق : الذي لا يتأثّر فيه الشخص بصفات الآخرين الحسنة ، ولا تكون له قدرة على التأثير فيهم ، يمثّل مرحلة الجمود والانحطاط الإنساني ، التي يكون فيها أدنى من مستوى الجمادات !
وفي الطريق الثاني : نجد أنّ الإنسان الذي لم يحصل على السجايا الفاضلة والصفات الحسنة ، لا يمكنه في هذه الحالة أن يؤثّر في غيره ، وقد قيل قديماً : إنّ فاقد الشيء لا يعطيه !
وفي الطريق الثالث : حيث إنّه لم يحصل على صلاح ولم يصل إلى مقام رفيع ، وقد يكون عنصراً فاسداً ، فإنّ تأثيره في غيره سيكون تأثيراً مُخرّباً وذا نتائج سيئة .
وعليه : فإنّ الطريق الرابع ، هو أفضل الطُرق المتقدّمة وأنسبها ، وهو الطريق الذي يكون فيه الإنسان مؤثّراً ومتأثّراً ، ولكن شريطة أن يكون واعياً في كلتا حالَي التأثير والتأثّر ، وأن يكون ثاقب البصيرة ؛ ليميّز بين الجميل والقبيح ، والمعروف والمنكر ، والحسن والرديء ، والصلاح والفساد ، والخير والشر ، والحقّ والباطل .
وعندها سيغدو الإنسان مَشعلاً وضّاءً ، ويتمتّع بجمال نوراني من ناحية ، ومن ناحية أخرى سيضيء الطريق للآخرين ، وسيكون كالماءِ الجاري الذي ينبض بالحياة ، وفي الوقت نفسه يسقي الضفاف اليابسة ليمدّها بالحياة .
حلاوةُ الإيمان
يُطالعنا القرآن الكريم بقصصٍ جميلة عن التأثير ، التأثّر بالنسبة إلى جماعة من النصارى الذين آمنوا بالنبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، حيث يقول : ( وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ )[1] .