نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد جلد : 1 صفحه : 57
3 ـ تقدّم أن ذكرنا : أنّ الآداب عبارة عن سلسلة من التقاليد التي تقوم عليها الحياة الاجتماعية ، وينبغي تعلّمها الآن والسعي من أجلها .
فمثلاً إذا قلنا : لا تُكرهوا أبناءكم على آداب زمانكم ؛ لأنّهم ولِدوا لغير زمانكم ، فمعنى ذلك : أنّك إذا أردتَ لابنك أن يكون طبيباً ، فحاول أن ترشده إلى طبيب معاصر ، لا أن ترشده إلى طبيب قديم ، وإذا كان النسيج يتمّ عَبر آلات قديمة ، فهو الآن يتمّ بواسطة آلات متطوّرة ذات كفاءة عالية ، ولو كنتَ تعلم ركوب الخيل وحمل الأثقال والسفر بواسطة الخيل والحمير ، فإنّها اليوم غير عقلائية ، بل لابدّ من تعلّم السياقة والسفر بوسائط نقلية أكثر سرعة وكفاءة ، وإذا كنتَ اليوم تُباشر الزراعة بالأدوات المتداولة ، فعليك أن تتدبّر أمرك للمستقبل ، وأن تتعلّم أساليب الاستفادة من الأدوات التي سوف تسود فيه .
4 ـ إنّ الإمام (عليه السلام)أراد بهذا الحديث : أن يلفت الانتباه إلى ضرورة النظر إلى المستقبل وإعداد النفس له ، والاستفادة القصوى من إمكانياته ، ليحضى الجيل القادم بحياة أفضل ، ولا يقيّدوا أنفسهم بزمانهم فيتخلّفوا عن قافلة التقدّم البشري من ناحية العلوم والفنون والصناعات .
نعم ، ولأجل ذلك أيضاً نقرأ عنه (عليه السلام)أنّه قال :
حـرِّض بـنيك على الآداب في iiالصِغر * * * كـيما تـقرّ بـهم عـيناك فـي iiالـكِبر
وإنّــمـا مَــثـلُ الآداب iiتَـجـمعها * * * في عنفوانِ الصبا كالنقش في الحجر [1]
[1] الديوان المنسوب لأمير المؤمنين (عليه السلام): ص182 .
نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد جلد : 1 صفحه : 57