إنّ سرّ نجاح الإنسان وتقدّمه في حياته الاجتماعية يكمن في معرفته لقدرته وحدوده ، واستفادته من طاقاته وكفاءاته المادّية والمعنوية ، فلو أقدمَ الإنسان على عملٍ دون أن يَدرك مقدار كفاءته وموقعيته الشخصية أو مع علمه بعجزه ، أو تدخّل في مسؤوليات الآخرين ، فإنّه في الحقيقة يكون قد تجاوز حدوده ، فيورّط نفسه ويسيء للآخرين !
إنّ لمسألة التعرّف على الحدود ـ في مختلف المجالات ، وما يتعقّبها من المآسي الناجمة عن عدم مراعاتها ـ أهمية مصيرية ، حتّى قال الإمام علي (عليه السلام)فيها : ( رَحمَ الله امرأً عَرف قدرهُ ولم يتعدّ طوره ) [1] .
وحينما نتحدّث في موضوع معرفة الحدود ، نريد بذلك أن يتعرّف كلّ شخصٍ على موقعه في المواقف والروابط الاجتماعية ، ويُحقّق الأُسس الأربعة الآتية :
1 ـ أن يعي كلّ شخص حدودهُ فيعمل في نطاقها .
2 ـ أن يكون بمستوى المسؤولية التي اضطلع بانجازها .