نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد جلد : 1 صفحه : 24
وللأسف الشديد قد تطغى حالة سوء الظنّ على الشباب حتّى تُخرجهم من الاعتدال والاتّزان ، فلا يقيمون وزناً لنصائح الكبار مهما كانت صالحة ، وأحياناً يُطال سوء الظنّ حتّى الآباء والأمّهات فيتصوّرهما الشابّ عَدوّين له ، وقد يُقدّم نصائح الآخرين على نصائحهما .
8 ـ وتارةً يستولي الانطواء على الذات ، والاعتداد بالنفس ، وشعور العَظمة على الشباب حتّى يرون أنفسهم شخصيات ممتازة ومستقلّة ، فينجرفون من جرّاء ذلك في طُرق الضلال والمتاهات ، وقد يدركون خطأ الطريق أحياناً ، إلاّ أنّ كبرياءهم لا يُجيز لهم أن يطلبوا العون من أوليائهم !
9 ـ إنّ القلب السالم والطاهر الذي يصل أحياناً إلى مستوى السذاجة ، يدفع الشابّ على حدِّ تعبير ( الكسيس كاريل ) إلى تقليد الآخرين تقليداً أعمى [1] ، فإذا لم يَعثر على نموذج صالح يَقتدي به ، تورّط في اقتفاء آثار الطالحين ، وهو أمرٌ في غاية الخطورة !
10 ـ ومن عوارض مرحلة الشباب الأخرى : عدم اشتهاء الطعام ، وهي مسألة ذات صلة بالوضع الجسدي والظروف النفسية لهم ، والالتفات إليها يمكن أن يساعدهم على إدراك أنّ هذه المرحلة سريعة الزوال أوّلاً ، وثانياً بالإمكان القضاء عليها بمراجعة الطبيب والعلاجات النفسية .
11 ـ حاجةُ الشباب إلى المحبّة ـ مع الأخذ بنظر الاعتبار شفافيّة روحهم ورقّتها ـ خصوصية أُخرى فيهم ، فإذا لم تُلَبَّ بواسطة الصالحين والمخلصين ، فسوف يبادر الطالحون إلى اغتنام الفرصة والانقضاض على الشباب ومهاجمة وجودهم ، والأخذ بهم نحو مهاوي الانحراف !
12 ـ إنّ التغيّر السلوكي والأخلاقي ، واختلال الأعمال ، وفوران الغريزة الجنسية ، إذا لم يتمّ توجيهها وتهذيبها بالمراقبة والمداراة ، فإنّها ـ على حدِّ تعبير ( موريس دبس ) ـ سوف تبرز في أوّل الأمر على هيئة التمرّد ومعاداة الوالدين ،