نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد جلد : 1 صفحه : 175
ولكن بعد أن أُرسلَ إلى المستشفى وتمّ علاجه هناك تعرّف على ( فوكروي ) الكيميائي المعروف ، والذي ما أن رأى كفاءة ( كولين ) حتّى أولاهُ احترامه وتكريمه ، وفي آخر الأمر اكتسب كولين مهارة عالية في مادّة الكيمياء ، جَعلتهُ يحلّ محلّ أُستاذه بعد وفاته [1] .
كان ( اندرو جاكسن ) موضعاً لسخريّة الآخرين بسبب عمله في الخياطة ، إلاّ أنّه كان من الدقّة والمهارة وحفظ العهد بمكانٍ ، أهّله إلى أن يتولّى فيما بعد منصب رئاسة الجمهورية في ( اتاروني ) ، وحينما استمرّ مُنافسوه بالسخريّة منه ، قال في بعض خطاباته : لم يكن هناك من بأسٍ في عملي ، فقد كنتُ حينها معروفاً على ما أنا عليه حالياً من الكفاءة وأداء الأمانة [2] .
وكان لي زميل في المدرسة ، كان بعض المغرورين من الذين يرون أنفسهم من أبناء الذوات ، يسخرونَ منهُ بسبب عمل والده البسيط والمتواضع ، إلاّ أنّ ذلك الشابّ لم يعبأ بما كانوا يقولون ، وواصلَ دراستهُ حتّى صارَ طبيباً حاذقاً يُشار إليه بالبَنان ، وله عيادة حالياً في طهران يُراجعه فيها آلاف المرضى بما فيهم أولئك الذي سَخروا منه .
فالذي نريد قوله هو : إنّ العمل يوجِب الرفعة والشرف ، ويراهُ الإسلام عبادة وعزّةً وسموّاً .
وأمّا بشأن اختيار نوع العمل فلابدّ من مراعاة أمرين :
1 ـ اتّخاذ مهنة الأب
إذا أمكنَ لشخصٍ المُضي على ما كان عليه أبوهُ من صناعة ، فسيكون عملهُ أكثر فائدة ، وذلك من خلال الالتفات إلى الأرضية الممهّدة ، والحفاظ على شؤون الأسرة والظروف الاجتماعية ، خاصّةً وأنّ الأب قد قطعَ أشواطاً في تلك الصَنعة ، وتحمّل الصِعاب حتّى اكتسبَ التجارب فيها ،