نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد جلد : 1 صفحه : 119
الأمر الذي أدّى إلى اعتقادهم بوجود أشياء ذات قيمة في الكيس ، ممّا زادَ في طمعهم في الاستيلاء عليها ، لكنّهم فوجئوا عندما فتحوا الكيس ، بأن لم يروا داخله سوى أوراق مسوّدة بالكتابة ، فسألوهُ :
ـ ما هذه الأوراق ، وما نفعها ؟
فأجابهم الغزالي : إنّ هذه ثمرة عدّة سنوات من دراستي وجهدي ، لقد سجّلت فيها جميع ما درستهُ لعدّة سنين ، وإنّ فَقدي لها معناه ضياع كلّ المعلومات التي درستها .
فقال لهُ أحد اللصوص ساخراً :
ـ إنّ العلم الذي يُجمع في كيس ، ويكون عرضةً للسرقة ، لا نفعَ فيه .
قال : فقلتُ : هذا مُستنطق أنطقهُ الله ليرشدني به أمري [1] .
يقول الغزالي : إنّ تلك الملاحظة البسيطة ، كانت كلمة حقّ ، أجراها الله تعالى على لسان قاطع الطريق ، وكانت بالنسبة لي نقطة تحوّل ، فعندما بلغتُ طوس ، انصرفتُ إلى البحث والتحقيق الجادّ مدّة ثلاثة سنوات ، ونقلتُ جميع معلوماتي ومعرفتي إلى صفحة عقلي ، وأودعتها آمنةً هناك من اللصوص ، وإنّ أفضل نصيحة وإشارة تلقّيتها وكانت عاملاً في تقدّمي العلمي ، هي ما تعلّمتهُ من ذلك اللصّ .