نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد جلد : 1 صفحه : 100
وطبعاً أنّ اختيار شابّ لهُ من العمر 18 أو 21 سنة للإمارة والإمامة بعد فتح مكّة ، كان له وقعٌ شديد على كبار الصحابة ، ورأوا فيه إهانة لهم وقالوا : نحن أكبر سنّاً ونحن في جوار حَرَم الله الآمن ، وإنّ هذه المدينة هي أفضل المُدن عند الله ، وما أسيد سوى شاب حَدث له من العمر 18 سنة [1] !
إلاّ أنّ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) الذي كان يلاحظ كفاءة ابن أسيد والمصالح الأخرى أجابهم قائلاً : ( لقد اعترضَ بعضكم على حداثة ابن أسيد ، فليس الأكبر هو الأفضل ، بل الأفضل هو الأكبر ) [2] .
أجل ، إنّ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) من خلال التفاته لكفاءة عتاب بن أسيد ـ وقابليته لولاية مكّة ذلك البلد العظيم ، والمقرّ التوحيدي الكبير ـ قد استفاد استفادة قصوى ، وقد اضطلعَ أسيد إلى آخر عمره بمهام الإدارة والولاية ، بقوّة وأمانة وصدق وتواضع .
6 ـ عَظمةُ الإيمان والطاعة
تحدّثنا في هذا المقال عن إيمان الشباب وإطاعتهم للنبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، وقبل أن نذكر نموذجاً آخر لعظمة الإيمان والطاعة والذوبان والفناء في ذات الله لدى الشباب ، نرى من المناسب أن نذكر جانباً من سلوكية النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، وكيف أنّه كان يشمل الجميع بظلّ عَطفه الوارف .
قال أبو ذر الغفاري : ( كان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يجلس بين ظهراني أصحابه ، فيجيء الغريب فلا يدري أيّهم هو حتّى يسأل ) [3] .
أجل ، إنّ مثل هذه السلوكية الإيمانية والإلهية قد تركت آثاراً ملحوظة على أصحاب النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ،