responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 6

و لا بد أن تكون ثقافة ابن المقفع العربية أوفر بالتأكيد من ثقافته الفارسية، ليصل الى ما وصل اليه من قوة الأسلوب، و جزالة الجمل، و وجيز الكلم يستوعب المعنى العريض الواسع، مما لا نعرف أن عنده مثله في لغته الفارسية، و مما يقطع بأنه كان أوفر حظا في علوم العربية منه في الثقافة الفارسية.. و أساليب البيان فيها.

لم يكن ابن المقفع بالشاعر، ليستجدي بشعره الخلفاء و الأمراء كما كان يفعل شعراء عصره، و لا كان من رجال اللغة و علوم الكلام ليقوم بالتدريس في مجالس الأدب، و أروقة المساجد.. و لا كان صاحب صنعة يعيش من خيرها، و انما كان شابا يحسن الكتابة، و يحسن الترجمة و كتابة الرسائل و التعليق على الرقاع و العمل في الدواوين، فكان أن طلب مكانا للعمل يتناسب مع مؤهلاته هذه، فوجده في ديوان عمر بن هبيرة حين كان في كرمان..

و عند ما كان زميله في البلاغة و الإنشاء عبد الحميد بن يحيى الكاتب يكتب بالشام لمروان ابن محمد آخر خلفاء بني أمية، كان ابن المقفع يكتب ليزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق في عهده، ثم كتب لأخيه داود بن هبيرة بعده..

فلما ظهر العباسيون و تمكنوا من الأمويين اتصل ابن المقفع بعيسى بن علي عم الخليفتين السفاح و المنصور و كان حاكم الأهواز فأسلم على يده و كتب له، كما قام بتعليم بني أخيه فنون العربية من لغة و تاريخ و أدب و شعر.. و تسمى عند اسلامه بعبد اللّه، و تكنّى بأبي محمد..

و إذا فقد كان ابن المقفع من المخضرمين.. شهد سقوط دولة و قيام أخرى، و عمل في الدولتين، و إذا كان قد احتفظ بحياته في الدولة الأموية، فانه لم يتمكن من الاحتفاظ بها في الدولة الجديدة، فأهدرها المنصور و مات ابن المقفع حرقا..

سبب مقتله‌

و أما السبب في مقتله فقد اختلف فيه المؤرخون، فبعضهم رده إلى أنه كان زنديقا ملحدا، مع اسلامه، و آخرون ردّوه إلى نشاطه السياسي، و الى الأمان الذي كتبه لعبد اللّه ابن علي لما ثار على المنصور و فشل و هو ابن عمه، فطلبه المنصور فخشي هذا أن يقتله، رغم وعده أن لا يفعل.. فطلب من ابن المقفع أن يكتب له أمانا، يوقعه المنصور ففعل، و أفرط في الاحتياط و التضييق حتى لا يجد المنصور في الأمان ثغرة يستغلها أو يفسرها على هواه، فأغضب هذا المنصور غضبا شديدا، خصوصا ما جاء فى الأمان من أنه عند اخلال المنصور بشرطه من الأمان يصبح المسلمون في حل من بيعته و كل نسائه طوالق، فقال أمام بعض الخلّص من رجاله:

-أ ما أحد يكفنيه؟..

نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست