قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: قد سمعت هذا المثل فاضرب لي مثل الرّجل العجلان [2] في أمره من غير رويّة [3] و لا نظر في العواقب.
قال الفيلسوف: إنّه من لم يكن في أمره متثبّتا لم يزل نادما و يصير أمره إلى ما صار إليه النّاسك من قتل ابن عرس و قد كان له ودودا. قال الملك: و كيف كان ذلك؟
قال الفيلسوف: زعموا أنّ ناسكا من النّسّاك كان بأرض جرجان و كانت له امرأة جميلة لها معه صحبة. فمكثا زمانا لم يرزقا ولدا، ثمّ حملت منه بعد الإياس [4] فسرّت المرأة و سرّ النّاسك بذلك فحمد اللّه تعالى و سأله أن يكون الحمل ذكرا، و قال لزوجته: أبشري فإنّي أرجو أن يكون غلاما لنا فيه منافع و قرّة عين، أختار له أحسن الأسماء و أحضر له سائر الأدباء. فقالت المرأة: ما يحملك أيّها الرّجل على أن تتكلّم بما لا تدري هل يكون أم لا، و من فعل ذلك أصابه ما أصاب النّاسك الذي أهرق على رأسه السّمن و العسل. قال لها: و كيف كان ذلك؟
قالت: زعموا أنّ ناسكا كان يجري عليه من بيت رجل تاجر في كلّ يوم رزق من
[1] ابن عرس (بالكسر) : دويبة تشبه الفأرة جمعها بنات عرس.