نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 472
قبرها، فعوتب على ذلك فقال: بذلك أمرتني.
و روي أنّها بقيت بعد أبيها أربعين صباحا، و لمّا حضرتها الوفاة قالت لأسماء: إنّ جبرئيل أتى النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) لمّا حضرته الوفاة بكافور من الجنّة، فقسّمه أثلاثا: ثلث لنفسه، و ثلث لعلي، و ثلث، لي، و كان أربعين درهما، فقالت: يا أسماء ائتيني ببقيّة حنوط والدي من موضع كذا و كذا، فضعيه عند رأسي، فوضعته، ثمّ تسجّت بثوبها (1) و قالت: انتظريني هنيهة ثمّ ادعيني فإن أجبتك و إلّا فأعلمي أنّي قد وفدت على أبي، فانتظرتها هنيئة ثمّ نادتها فلم تجبها، فنادت: يا بنت محمّد المصطفى، يا بنت أكرم من حملته النساء، يا بنت خير من وطأ الحصا، يا بنت من كان من ربّه قاب قوسين أو أدنى، قال: فلم تجبها، فكشفت الثوب عن وجهها فإذا بها قد فارقت الدنيا، فوقعت عليها تقبّلها و هي تقول: فاطمة إذا قدمت على أبيك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فاقرئيه عن أسماء بنت عميس السلام.
فبينا هي كذلك دخل الحسن و الحسين فقالا: يا أسماء ما ينيم أمّنا في هذه الساعة؟ قالت: يا بني رسول اللّه ليست أمّكما نائمة، قد فارقت الدّنيا، و فوقع عليها الحسن يقبّلها مرّة و يقول: يا أمّاه كلّميني قبل أن تفارق روحي بدني، قال: و أقبل الحسين يقبّل رجلها و يقول: يا أمّاه أنا ابنك الحسين كلّميني قبل أن ينصدع قلبي (2) فأموت، قالت لهما أسماء: يا بني رسول اللّه انطلقا إلى أبيكما علي فأخبراه بموت أمّكما، فخرجا حتّى إذا كانا قرب المسجد رفعا أصواتهما بالبكاء، فابتدرهم جميع الصحابة فقالوا: ما يبكيكما يا بني رسول اللّه لا أبكى اللّه أعينكما؟ لعلّكما نظرتما إلى موقف جدّكما (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فبكيتما شوقا إليه؟ فقالا: لا أو ليس قد ماتت أمّنا فاطمة صلوات اللّه عليها، قال: فوقع عليّ على وجهه يقول: بمن العزاء يا بنت محمّد؟ كنت بك أتعزّى ففيم العزاء من بعدك؟ ثمّ قال:
لكلّ اجتماع من خليلين فرقة * * * و كلّ الذي دون الفراق قليل
و إنّ افتقادي فاطما بعد أحمد * * * دليل على أن لا يدوم خليل
ثمّ قال علي: يا أسماء غسّليها و حنّطيها و كفّنيها، قال: فغسّلوها و كفّنوها