نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 407
ابن عباس: لم ذاك لأنّه كان مسلما و كنت كافرا؟ قال: لا، و لكن ابن عمّي عثمان قتل مظلوما، قال ابن عباس: و عمر رحمه اللّه قتل مظلوما؟ قال: إنّ عمر قتله كافر و إنّ عثمان قتله المسلمون، قال ابن عباس: ذاك أدحض لحجّتك (1)، فأسكت معاوية.
و حدّث الزبير عن رجاله عن عمّار بن ياسر قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): أوصي من آمن باللّه و صدّقني بولاية علي بن أبي طالب، من تولّاه فقد تولّاني و من تولّاني فقد تولّى اللّه، و من أحبّه فقد أحبّني و من أحبّني فقد أحبّ اللّه.
أقول: لا ريب أنّ القلم استحلى المناقب فجرى سعيا على رأسه، و وجد مجالا فسيحا فأعنق في حلبة قرطاسه (2)، و رأى مكان القول ذا سعة فقال: و اعتقلته الأيّام مدّة، فالآن حين ألقى العقال، و لو لا كفّ غربه لاستمرّ على غلوائه (3)، فإن طلبه حصر ما لا يتناهى معدود من ضعف رأيه، و من أين يحصر مناقب الإمام عليه أفضل الصلاة و السلام و هي تتجاوز حدّ الإكثار؟ و كيف يمكن عدّ مفاخره و بيته بيت الشرف و الفخار؟ إليه تنتهي مكارم الأخلاق، و عنه يحدث بزكاء الأعراق، و هو الحجّة على العباد، و المحجة المسلوكة ليوم المعاد، و نور اللّه الذي من استضاء به اهتدى، و عروته التي من اعتلق بها فما راح عن الحق و لا اعتدى، و بابه الذي منه الدخول إلى طاعته و رضوانه، و سبيله الذي يؤدّي إلى الفوز بعالي جنانه، و عصمته التي من اعتلق بحبالها اعتصم، و ميثاقه الذي من التزم به فقد التزم، و إذا كانت الإطالة لا تبلغ وصف كماله، و الإطناب لا يحيط بنعت فضله و إفضاله، فالأولى أن يقتصر على ما ذكرناه من شرفه و جلاله، فحاله (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أشهر من أن يحتاج إلى التنبيه على حاله.
و هذه الأخبار التي أوردتها و نسبتها إلى ناقليها ربّما قال قائل: هذه أخبار آحاد لا يعوّل عليها، و لا يستند في إثبات مطلوب إليها.
فالجواب عن ذلك: إنّا معاشر الشيعة ننقل ما ننقله في فضائله من طرق أصحابنا و إجماعهم، و فيهم الإمام المعصوم، فلا حاجة هنا إلى آحادكم و لا متواتركم، و أنتم تعملون بأخبار الآحاد فدونكم إلى العمل بها، ثمّ إنّ هذه الأخبار قد يحصل