responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 222

ذمّتهم و عمل في ذلك على حميّة الجاهليّة فشأن فعاله الإلام و نفر به عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) من كان يدعوه إلى الإيمان، و كاد أن يبطل بفعله نظام التدبير في الدين، ففزع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) في تلافي الفارط، و إصلاح الفاسد، و دفع المعرّة عن الدين إلى أمير المؤمنين، فأنفذه لعطف القوم و سلّ سخائمهم (1) و الرفق بهم و تثبيتهم على الإيمان، و أمره أن يدي القتلى (2) و يرضي أولياءهم، فبلغ أمير المؤمنين من ذلك مبلغ الرضا و زاد على الواجب فيما تبرّع به عليهم من عطيّة ما كان فضل معه من الأموال، و قال: قد أعطيتكم دية ما عرفتم و زدتكم لتكون دية ما لم تعلموا أنتم و لا نحن ليرضى اللّه عن رسوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و ترضون بفضله عليكم، و قال النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): اللهمّ إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد، فتمّ بأمير المؤمنين (عليه السلام) الصلاح، و انقطعت به مواد الفساد، و شكّر النبي فعله و هي معدودة من مناقبه.

قلت: هذه القصّة من فعل خالد و براءة النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) من فعله، و إنفاذ أمير المؤمنين (عليه السلام) لاستدراك الحال من الأمور المشهورة أوردها نقلة الأخبار من المخالف و المؤالف.

قال أبو جعفر محمّد بن جوير الطبري في تاريخه: إنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) بعث خالدا حين بعث إلى ما حول مكّة داعيا و لم يبعثه مقاتلا، فوطئ بني جذيمة و كانوا في الجاهليّة أصابوا عوف بن عبد عوف أبا عبد الرحمن بن عوف، و الفاكه بن المغيرة، و كانا أقبلا تاجرين من اليمن فنزلا بهم ثمّ قتلوهما و أخذوا أموالهما، فلمّا جاء الإسلام و بعث النبي خالدا، و رأوه حملوا السلاح، فقال لهم خالد: ضعوا السلاح فإنّ الناس قد أسلموا فقال رجل منهم: ويلكم إنّه خالد و اللّه ما بعد وضع السلاح إلّا الإسار و ما بعده إلّا القتل و لا أضع سلاحي، إنّه يريد أن يسفك دماءنا، إنّ الناس قد أسلموا و وضع الحرب، و أمن الناس و ما زالوا به حتّى وضع سلاحه، فأمر بهم خالد فكتفوا ثمّ عرضهم على السيف فقتل من قتل منهم، فلمّا انتهى الخبر إلى النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) رفع يديه إلى السماء ثمّ قال: اللهمّ إنّي أبرأ إليك من فعل خالد و ممّا صنع خالد بن الوليد، ثمّ دعا علي بن أبي طالب فقال: يا علي انطلق إلى هؤلاء القوم و انظر في أمورهم و اجعل أمر


(1) سل الشي‌ء من الشي‌ء: انتزعه و أخرجه في رفق. و السخيمة: الحقد و الضغينة.

(2) أي يعطي دية القتلى إلى أوليائهم.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست