نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 193
و روي عن الزهري أنّه لمّا عرف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) حضور نوفل بن خويلد بدرا قال: اللهمّ اكفني نوفلا، فلمّا انكشفت قريش رآه علي (عليه السلام) و قد تحيّر لا يدري ما يصنع؟ فصمد له ثمّ ضربه بالسيف فنشب في بيضته فانتزعه ثمّ ضرب به ساقه، و كانت درعه مشمرة (1) فقطعها ثمّ أجهز عليه فقتله، فلمّا عاد إلى النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) سمعه يقول: من له علم بنوفل؟ قال: أنا قتلته يا رسول اللّه، فكبّر النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و قال: الحمد للّه الذي أجاب دعوتي فيه.
غزوة أحد
كانت في شوّال و لم يبلغ أمير المؤمنين من عمره تسعا و عشرين سنة، و سببها أنّ قريشا لمّا كسروا يوم بدر و قتل بعضهم و أسر بعضهم، حزنوا لقتل رؤسائهم فتجمّعوا و بذلوا أموالا و استمالوا جمعا من الأحابيش و غيرهم (2) ليقصدوا النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) بالمدينة لاستيصال المؤمنين، و تولّى كسر ذلك أبو سفيان بن حرب، فحشد و حشر (3) و قصد المدينة، فخرج النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) بالمسلمين، فكانت غزوة أحد، و نفق النفاق بين جماعة من الذين خرجوا مع النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فتعاملوا به و أنساهم القضاء المبرم سوء العاقبة و المآل، فرجع قريب من ثلثهم إلى المدينة، و بقي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) في سبعمائة من المسلمين، و هذه القصة قد ذكرها اللّه تعالى في سورة آل عمران في قوله تعالى: وَ إِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(4) إلى آخر ستّين آية، و اشتدّت الحرب و دارت رحاها، و اضطرب المسلمون و استشهد حمزة رضي اللّه عنه و جماعة من المسلمين، و قتل من مقاتلة المشركين اثنان و عشرون قتيلا.
نقل أرباب المغازي أنّ عليّا قتل منهم سبعة: طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزّى، و عبد اللّه بن جميل من بني عبد الدار، و أبا الحكم بن الأخنس، و أبا سباع بن عبد العزّى، و أبا أميّة بن المغيرة، و هؤلاء الخمسة متفق على أنّه (عليه السلام) قتلهم، و أبا سعد طلحة بن طلحة و غلاما حبشيا لبني عبد الدار، قيل: أستقل بقتلهما، و قيل قتلهما غيره،