responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 158

و بالإسناد لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض يوم القيامة.

و منه قال شهر بن حوشب: كنت عند أم سلمة رضي اللّه عنها فسلّم رجل، فقيل:

من أنت؟ قال: أنا أبو ثابت مولى أبي ذر، قالت: مرحبا بأبي ثابت، ادخل، فدخل فرحّبت به و قالت: أين طار قلبك حين طارت القلوب مطائرها؟ قال: مع علي بن أبي طالب، قالت: وفّقت، و الذي نفس أمّ سلمة بيده لسمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يقول: علي مع القرآن و القرآن مع علي، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، و لقد بعثت ابني عمر و ابن أخي عبد اللّه ابن أبي أميّة و أمرتهما أن يقاتلا مع علي من قاتله، و لو لا أنّ رسول اللّه أمرنا أن نقرّ في حجالنا (1) و في بيوتنا لخرجت حتّى أقف في صفّ علي (عليه السلام).

في بيان أنّه (عليه السلام) أفضل الأصحاب‌

قد سبق فيما أوردناه من رسالة أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في تفضيل بني هاشم على سبيل الإجمال ما فيه غنية و بلاغ. و وصفنا ما ورد و نقل من شرف نسبه و مكانه من قريش، و قرابته من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و علمه الذي اشتهر وفاق به الأصحاب كافة، و حبّ النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) له و أمره بمحبّته و الكون من أتباعه و أصحابه، و النهي عن التخلّف عنه، و كونه مع الحق و القرآن و كونهما معه لا يفارقانه حتّى يردا معه الحوض يوم القيامة، حسب ما رواه الرواة و الأثبات من علماء الجمهور نقلا عن جلّة الصحابة و أعيان التابعين ما يكتفى به، و من اراد الحق و طلبه و رغب في الهدى و مال إليه. فأمّا من جنح إلى الهوى و تورّط في العمى و تبع كلّ ناعق، فذاك لا يهتدى إلى صواب، و لا يفرق بين مسألة و جواب، فهو يخبط خبط عشواء (2)، و يهوي على أم رأسه في غياهب الظلماء (3)، و لا يتبع دليلا و لا يسلك سبيلا، ضال تابع ضلال و جاهل مقلد جهال، فلا طمع في هدايته، و لا رغبة في إنقاذه من هوّة غوايته (4)، و إنّما خاطب اللّه تعالى ذوي العلم و أرباب الفهم، الذين عضدهم اللّه بمعاونة التوفيق، و هداهم إلى‌


(1) الحجلة بالتحريك واحدة حجال العروس، و هي بيت يزيّن بالثياب و الاسرة و الستور.

(2) العشواء: الناقة التي لا تبصر أمامها فهي تخبط بيديها كلّ شي‌ء إذا مشت لا تتوقّى شيئا و قولهم «هو يخبط خبط عشوا» أي يتصرّف في الأمور على غير بصيرة.

(3) الغياهب جمع الغيهب: الشديد السواد من الليل.

(4) الهوة: ما انهبط من الأرض.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست