responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 155

من حقّه، إلى معاوية و استمراره على بغيه، و عنقه (1) في سبل غيّه، و مكابرته الحق اللائح، و تنكّبه الجدد الواضح، و عدوله عن السنن، و بقائه على غمط حقّ أبي الحسن، و كيف تستر الشمس بالنقاب، أو يقاس الشراب بالسراب، فإنّه قد أبان في هذا الحديث عن عدّة أمور تدلّ على بهتانه، و تنبئ أنّه ثنى عن الهدى فضل عنانه، و ركب هواه جامحا في باطله تابعا لشيطانه، و ملك حبّ الدنيا قلبه فقاده في أشطانه، و صدفه عن الآخرة فما تخطر على قلبه و لا تجري على لسانه.

و بيان ذلك أنّه قد يغلب على الإنسان هواه عند ميل نفسه إلى أمر ما فيعمى عن الحق و يضلّ عن الصواب، و يترك الهدى كما قيل: حبّك الشي‌ء يعمي و يصم، فلا يزال خابطا في جهالته، راكبا لهواه، متّبعا ميل نفسه، حتّى إذا بلغ غرضه و نال منيّته، و سكنت دواعيه الهائجة، و قرّت نفسه التواقة الشائرة، راجع الحق و عرفه، و لام هواه و عنفه، و استرجع و ندم و أضرب عن ذلك الأمر و نسيه أو تناساه، و أحب أن لا يذكر و لا تجري به الألسنة، و سكت من عساه يفيض فيه و بكته، و عادى من أعاده و ردده و نكبه، و عرف أنّه كان مخطئا غير مصيب، و تعلّل بأنّه جرى القضاء وفات الأمر و نفذ السهم.

و هذا معاوية كان أعرف الناس بفضل علي (عليه السلام) و شرفه و استحقاقه هذا الأمر و مكانه و قرابته من النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فغلب حب الدنيا معرفته، و ترك حظّه من الآخرة، و فعل ما فعل من حرب علي (عليه السلام) و مناصبته، و خسر الدنيا و الآخرة بما أقدم عليه، ثمّ هو بعد بلوغه ما أراد و انتقال أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى جوار اللّه تعالى مستمرّ على ما كان عليه، لا يراقب اللّه و لا رسوله و لا يستحي من الصحابة ناطقا بمل‌ء فيه، أ ما كنت أحقّ و أولى بهذا الأمر من ابن عمّك؟ ثمّ جعله الدليل على استحقاقه كون ابن عمّه عثمان، و هل هذا إلّا جهل محض أو تغاب عن الحق، و قوله لسعد: لم تعرف حقّنا من باطل غيرنا استهانة باللّه و رسوله، و استخفاف بجلة الصحابة و جرأة على قول المحال، ثمّ انكاره ما أورده سعد حتّى سأل عنه أم سلمة، و هذا القول و أمثاله من النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) في حق علي (عليه السلام) أشهر من فلق الصباح، ثمّ حلفه أنّي لو سمعت هذا لكنت خادما لعلي حتّى أموت، و بداية العقول تقتضي كذبه و فجوره، فإنّه عرف من فضل علي أكثر من هذا،


(1) العنق- محركة-: سير للدابة.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست