قال مولانا امير المؤمنين (عليه السلام): «قيمة كل امرئ ما يحسنه» [1] فعلى هذا لا قيمة للرجل الشاب الا بعلم من «الكتاب» أو ما حصّل من الآداب، و اذا فصّلناهما على الفصول، يحصل منه هذه الأصول، و هي معتبرة عند العقول:
1- كمال العلم 2- كمال المعرفة 3- العبادة و الرياضة 4- الخوف و الخشية 5- الكياسة و الفراسة 6- الاباءة و الحياء 7- الجود و السخاء 8- الزهد عن الدنيا 9- ولاية الآل الأطهار (عليهم السلام) 10- ظهور الكرامات، تلك عشرة كاملة، و سنبحث في ظلالها عن حياة المفتي الفاضلة.
يظهر كمال الرجل في العلوم، و جامعيته في الفنون، بشيئين: تآليفه و تلاميذه، و سيأتي ذكرهما إن شاء اللّه في محله تفصيلا، و نذكر هنا مجملا من أنه كفى في اظهار جامعيته كثرة تآليفه و توسعها في كل علم و فن من التفسير، و الحديث.
و الفقه، و النحو، و الطب و الهندسة، و الصرف، و سائر الأدبيات، حتى العروض.
و كذا كثرة تلاميذه على اختلاف درجاتهم و مذاهبهم في كل صقع و البلد كالوالد و ما ولد، أعني بهما العلمين الجليلين، و الحبرين النبيلين (السيد حامد حسين، و ابنه السيد ناصر حسين) اعلى اللّه مقامهما، و نشر اللّه كلامهما، صاحبي ذلك السفر الجليل الكثير الاشتهار، الكتاب المستطاب (عبقات الأنوار) و العلامة المؤتمن (السيد نجم الحسن) مؤسس (مدرسة الواعظين) و (مدرسة مشارع الشرائع) في لكهنو.
و من أهل السنة: (المولوى عين القضاة اللكهنوي) و (المولوي محمد فاروق الجرياكوتي) الذي كان أستاذا للشبلي النعماني (مؤلف الفاروق) فهو أيضا تلميذ للمفتي عباس بالواسطة، و لهذا كان يلقب أحيانا ب«أستاذ العلماء» و «أستاذ الكل في الكل».