responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 44

يجب أن يعيش في حال الاجتماع ( التجمّع ) . وقولنا : إنّ العالم موجود حقيقة لا وهماً ، وإنّ الإنسان جزء من العالم ، وإنّ الإنسان جزء من العالم الأرضي ، وإنّ الإنسان ذو أعضاء وأدوات وقوى ، إلى غير ذلك من الآراء والمعلومات الثابتة ، التي لا يوجب ثبوتها ووقوفها وقوف المجتمعات وركودها ، ومن هذا القبيل القول : بأنّ للعالم إلهاً واحداً ، شرّع للناس شرعاً جامعاً لطرق السعادة من طريق النبوة ، وسيجمع الجميع إلى يوم يوفّيهم فيه جزاء أعمالهم . وهذه هي الكلمة الوحيدة التي بنى عليها الإسلام مجتمعه وتحفّظ عليها كل التحفُّظ ، ومن المعلوم أنّه ممّا لا يوجب باصطكاك ثبوته ونفيه وإنتاج رأي آخر فيه إلاّ انحطاط المجتمع ـ كما بُيِّن ـ مراراً ، وهذا شأن جميع الحقائق الحقّة المتعلّقة بما وراء الطبيعة ، فإنكارها بأيّ وجه لا يُفيد للمجتمع إلاّ انحطاطاً وخسّة .

والحاصل ؛ أنّ المجتمع البشري لا يحتاج في سيره الارتقائي إلاّ إلى التحوّل والتكامل يوماً فيوماً في طريق الاستفادة من مزايا الطبيعة ، وهذا إنّما يتحقّق بالبحث الصناعي المداوم ، وتطبيق العمل على العلم دائماً ، والإسلام لا يمنع من ذلك شيئاً .

وأمّا تغيّر طريق إدارة المجتمعات وسنن الاجتماع الجارية ، كالاستبداد الملوكي والديموقراطية والشيوعية ونحوها ، فليس بلازم إلاّ من جهة نقصها وقصورها عن إيفاء الكمال الإنساني الاجتماعي المطلوب ، لا من جهة سيرها من النقص إلى الكمال ، فالفرق بينها لو كان ، فإنّما هو فرق الغلط والصواب ، لا فرق الناقص والكامل ، فإذا استقرّ أمر السنّة الاجتماعية على ما يقصده الإنسان بفطرته ، وهو العدالة الاجتماعية ، واستظلّ الناس تحت التربية الجيدة بالعلم النافع والعمل الصالح ، ثمّ أخذوا يسيرون ـ مرتاحين ناشطين ـ نحو سعادتهم بالارتقاء في مدارج العلم والعمل ، ولا يزالون يتكاملون ويزيدون تمكّناً

نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست