نعم من الظاهر أن مراد الشيعة وغيرهم بتواترها ليس هو تواترها بجميع تفاصيلها وخصوصياته، بل تواترها إجمال. وإن كانت بعض حوادثها منقولة في بعض الكتب وببعض الطرق التي لا تصل حدّ التواتر. كما هو الحال في جميع الحوادث المتواترة، كاضطهاد المسلمين في مكة المكرمة، وهجرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للمدينة المنورة، وكثير من حروبه، وحجة الوداع، وغيره.
ومن هنا يحسن بنا أن نذكر المهم من حوادثه، حسب تسلسلها الزمني، ومحلها من الواقعة المذكورة. ونتعرض في كل حادثة إلى مصادرها وطرق ثبوته. وهي عدة حوادث..
نزول آية التبليغ في مناسبة واقعة الغدير
الأول: نزول قوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ][1] في التبليغ بولاية أمير المؤمنين، وأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أجل ذلك خطب بولايته في غدير خمّ. ذكره جماعة كثيرة، منهم..
1 ـ الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن ادريس التميمي الحنظلي الرازي، المتوفى سنة (327ه). أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري نزول الآية يوم غدير خمّ في عليّ بن أبي طالب، على ما رواه عنه السيوطي [2]، والشوكاني [3].
2 ـ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني، المتوفى