responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 385

كما يمكن أن يكون متّصلاً ، كذلك يمكن أن يكون محتوياً على فراغ تتخلّله أجزاء دقيقة .

وأمّا الجانب الفلسفي في نظرية ديمقريطس ، فلا تمسّه الكشوف العلمية بشيء ، ولا تبرهن على صحّته ، بل تبقى مسألة وجود مادّة أبسط من المادّة العلمية في ذمّة الفلسفة ، بمعنى : أنّ الفلسفة يمكنها أن تأخذ أعمق مادّة توصّل إليها العلم في الميدان التجريبي ، وهي الذرّة ومجموعتها الخاصّة ، فتبرهن على أنّها مركّبة من مادّة أبسط وصورة . ولا يتناقض ذلك مع الحقائق العلمية ؛ لأنّ هذا التحليل والتركيب الفلسفي ليس ممّا يمكن أن يظهر في الحقل التجريبي .

وكما أخطأ هؤلاء في زعمهم أنّ التجارب العلمية تدلّل على صحّة النظرية بكاملها ، مع أنّها متّصلة بجانبها العلمي فقط ، كذلك أخطأ عدّة من الفلاسفة الأقدمين الذين رفضوا الجانب الفلسفي من النظرية ، فعمّموا الرفض للناحية العلمية أيضاً ، وادّعوا ـ من دون سند علمي أو فلسفي ـ أنّ الأجسام متّصلة ، وأنكروا الذرّة والفراغ في محتواها الداخلي .

والموقف الذي يجب أن نقفه في المسألة هو : أن نقبل الجانب العلمي من النظرية ، الذي يؤكّد أنّ الأجسام ليست متّصلة ، وأنّها مركّبة من ذرّات دقيقة إلى الغاية ؛ فإنّ هذا الجانب قد كشفت عنه الفيزياء الذرّية بصورة لا تدع مجالاً للشكّ .

وأمّا الجانب الفلسفي من النظرية القائل ببساطة تلك الوحدات التي تكشف عنها الفيزياء الذرّية ، فنرفضه ؛ لأنّ الفلسفة تبرهن على أنّ الوحدة التي تكشف عنها الفيزياء ـ مهما كانت دقيقة ـ مركّبة من صورة ومادّة . ونطلق على هذه المادّة اسم المادّة الفلسفية ؛ لأنّها المادّة الأبسط التي يثبت وجودها بطريقة فلسفية لا علمية . وقد حان لنا الآن أن ندرس هذه الطريقة الفلسفية .

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست