اجتاز ابن الهباريّة الشاعر بكربلاء، فجعل يبكي و يقول:

أ حسين و المبعوث جدّك بالهدى‌ * * * قسما يكون الحقّ عنه مسائل‌

لو كنت شاهد كربلاء لبذلت في‌ * * * تنفيس كربك جهد بذل الباذل‌

و سقيت حدّ السيف من أعدائكم‌ * * * عللا و حدّ السمهريّ الذابل‌

لكنّني أخّرت عنك لشقوتي‌ * * * فبلابلي بين الغري و بابل‌

هبني حرمت النصر من أعدائكم‌ * * * لأقلّ من حزن و دمع سائل‌

ثم نام في مكانه، فرأى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في المنام، فقال له: يا فلان جزاك اللّه عنّي خيرا، أبشر فإنّ اللّه تعالى قد كتبك ممّن جاهد بين يدي الحسين‌ [1].

1430 و عن ابن عباس رضى اللّه عنه قال: استأذنني الحسين في الخروج، فقلت: لو لا أن يزري ذلك بي أو بك لنلت بيدي في رأسك، قال: فكان الذي قال لي: «لأن أقتل بمكان كذا و كذا أحبّ إليّ من أن يستحلّ بي» قال: فذاك سلّى بنفسي عنه‌ [2].

1431 و عن بشر بن غالب قال: قال عبد اللّه بن عباس للحسين بن عليّ (عليهما السلام): تأتي قوما قتلوا أباك و طعنوا أخاك؟ فقال الحسين بن عليّ (عليهما السلام): «لأن أقتل بموضع كذا و كذا أحبّ إليّ من أن يستحلّ بي» يعني الحرم.

رواهما الطبري‌ [3].

1432 و عن عليّ بن موسى الرضا ابن جعفر (عليهم السلام) قال: سئل جعفر بن محمد عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام) فقال: «أخبرني أبي: من زار قبر الحسين (عليه السلام)، عارفا بحقّه، كتب اللّه له في عليّين» [4].

[1]. نظم درر السمطين: 224- 226، و يراجع كامل الزيارات: 94 و البحار 45: 233.

[2]. بغية الطلب في تاريخ حلب: 108 رقم 101 ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام)، مجمع الزوائد 9: 223 رقم 15131، البداية و النهاية 8: 159.

[3]. ذخائر العقبى: 151، و في بغية الطلب في تاريخ حلب: 109 رقم 104 عن ابن الزبير، لكنّه قال: زعم بعض الناس أنّ عبد اللّه بن عباس هو الذي قال هذا.

[4]. كامل الزيارات: 278 الباب التاسع و الخمسون، و رواه الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال: 85 عن أبي عبد اللّه الصادق (عليه السلام).