نام کتاب : فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل نویسنده : الإيجي الشافعي جلد : 1 صفحه : 464
صلّت و خلفها جفنة تفور دخانا، فلمّا سمعت كلام النبي (صلّى اللّه عليه و آله) خرجت من المصلّى فسلّمت عليه، و كانت أعزّ الناس عليه، فردّ السلام و مسح بيده على رأسها، و قال:
«كيف أمسيت عشيّنا غفر اللّه لك، و قد فعل» فأخذت الجفنة فوضعتها بين يديه، فلمّا نظر عليّ (عليه السلام) ذلك و شمّ ريحه رمى فاطمة (عليها السلام) ببصره رميا شحيحا، فقالت: «ما أشحّ نظرك و أشدّه! سبحان اللّه! هل أذنبت فيما بيني و بينك ما استوجب به السخطة؟» قال: «و أيّ ذنب أعظم من ذنب أصبتيه اليوم، أ ليس عهدي بك اليوم و أنت تحلفين باللّه مجتهدة ما طعمت طعاما منذ يومين؟» فنظرت إلى السماء، فقالت: «إلهي يعلم في سمائه و يعلم في أرضه، إنّي لم أقل إلّا حقا» قال: «فأنّى لك هذا الذي لم أر مثله، و لم أشمّ مثل ريحه، و لم آكل أطيب منه؟» فوضع النبي (صلّى اللّه عليه و آله) كفّه المباركة بين كتفي عليّ (عليه السلام)، ثم هزّها، و قال: «يا عليّ، هذا ثواب الدينار، و هذا جزاء الدنيا، هذا من عند اللّه، إنّ اللّه يرزق من يشاء بغير حساب».
ثم استعبر النبي (صلّى اللّه عليه و آله) باكيا، و قال: «الحمد للّه لمّا لم يخرجكما من الدنيا حتّى يجريك في المجرى الذي أجرى فيه زكريّا، و يجريك يا فاطمة في المجرى الذي أجرى فيه مريم كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا[1].
رواه الطبري و قال: أخرجه الحافظ الدمشقي في الأربعين الطوال [2].
ذكر ارتحالها عن هذه الدنيا الدنيّة و انتقالها منها إلى الدرجات العليا السنيّة و ذكر من يلي غسلها و دفنها و الصلاة عليها و كيفية عبورها في المحشر و ظهور أنواع كرامة اللّه تعالى لديها
1268 توفّيت فاطمة بعد موت النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بستة أشهر، و قيل: بثمانية أشهر، و قيل: بمائة يوم، و قيل: بسبعين. ذكره أبو عمر، و الأول أصحّ.
و توفّيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة، و هي ابنة