والعباس وعثمان". فأعرضوا عنه. فقال لهم الإمام الحسين (عليه السلام): "أجيبوه وإن كان فاسق...". فقالوا له: "ما شأنك؟". قال: "يا بني أختي أنتم آمنون. فلا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم الحسين، والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد" [1] . فقالوا له: "لعنك الله ولعن أمانك لئن كنت خالن، أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له؟! [2] أتأمرنا أن نترك سيدنا وأخانا وندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء" [3] .
وهم بهذا العدد قد خلت بيوتهم من الرجال وأوحشت، ولم يبق فيها إلا نساء وأطفال يهيجون العواطف ويستثيرون الأسى والنقمة.
قتل الثلة الصالحة من أصحاب الحسين (عليه السلام) معه
الثاني: قتل الثلة الصالحة من أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام)، وفيهم الصحابة، والقرّاء، والمعروفون بالدين والورع والأثر الحميد في الإسلام والمواقف المشرفة فيه (رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم) .
وقد قال الإمام الحسين (عليه السلام) لهم ليلة العاشر من المحرم: "أما بعد فإني ل
[1] هكذا ورد النص في اللهوف في قتلى الطفوف ص:54، وقريب منه في بقية المصادر الآتية في الهامش التالي.
[2] تاريخ الطبري ج:4 ص:315 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، واللفظ له. الكامل في التاريخ ج:4 ص:56 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه) . تذكرة الخواص ص:249 الباب التاسع في ذكر الحسين (عليه السلام): ذكر وصول الحسين (عليه السلام) إلى العراق. الفتوح لابن أعثم ج:5 ص:104ـ105 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي (رضي الله عنه) . وغيرها من المصادر.
[3] مثير الأحزان ص:28 واللفظ له. اللهوف في قتلى الطفوف ص:54.
وروي أن ابن زياد كتب لهم أماناً فلما رأوا الكتاب قالوا: "لا حاجة لنا في أمانكم، أمان الله خير من أمان ابن سمية" لاحظ تاريخ الطبري ج:4 ص:314ـ315 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، الكامل في التاريخ ج:4 ص:56 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه)، والبداية والنهاية ج:8 ص:190 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمة الشأن، وغيرها من المصادر.