قال الطبرسي [1]: قال سويد بن غفلة: لما مرضت فاطمة سلام الله عليه، المرضة التي توفيت فيها دخلت عليها نساء المهاجرين والأنصار يعدنه، فقلن لها: كيف أصبحت من علتك يا بنت رسول الله؟ فحمدت الله، وصلت على أبيه.
ثم قالت: "أصبحت والله عائفة [2] لدنياكن، قالية [3] لرجالكن، لفظتهم بعد أن عجمتهم [4] وسئمتهم بعد أن سبرتهم [5] . فقبحاً لفلول الحد [6]، واللعب بعد الجد، وقرع الصفاة [7] وصدع القناة [8]، وختل [9] الآراء وزلل الأهواء. وبئس
[6] الفلول جمع فل: الكسر أو الثلمة في حدّ السيف. وهو يوجب وهنه، كما وهن رجال المهاجرين والأنصار إزاء واجبهم في أمر الخلافة.
[7] القرع: الضرب. والصفاة: الحجر الصلد الضخم. وكأنها (عليه السلام) تشير إلى عدم الفائدة في قرع الحجر الصلد، كما لا يؤثر التقريع في الرجال المذكورين، لقسوة قلوبهم.
[8] القناة: الرمح. والصَدع: الشق في الشيء الصلب. وهي (عليه السلام) بذلك تشير إلى أن انشقاق عود الرمح يوجب سقوطه عن أن ينتفع به، كما هو حال الرجال المذكورين.