نعم ربما حامت الشبه أو الوساوس حول ذلك في محاولة استبعاده ـ رغم استفاضة النصوص به، كما تقدم ـ لدعوى أن في ذلك فسح الطريق للقائمين بممارسات الإحياء لأن يقارفوا المعاصي، ويأمنوا عقابها ومغبتها نتيجة ممارساتهم المذكورة.
بل قد يبلغ حدّ التشجيع عليه، بلحاظ ما هو المعلوم من كون كثير من المعاصي مرغوباً نفسياً رغبة ملحّة، نتيجة الشهوة العارمة، والغرائز المتوثبة، فالتنبيه على غفرانها بهذه الممارسات يؤول إلى التشجيع عليه.
دفع الشبهة المذكورة
لكن من الظاهر أن ذلك لا يختص بإحياء مناسبات أهل البيت (صلوات الله عليهم) وجميع ما يتعلق بهم، بل ورد في غيرها أيض.
قال الله عز وجل: ((وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ الليْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ))[1] .
وفي صحيح الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله (عليه السلام) الوارد في شامة ظهرت في آدم لما هبط إلى الأرض اسودّ منها جسمه، وأن جبرئيل (عليه السلام) هبط عليه وأمره بالصلوات الخمس، فكلما صلى واحدة انحطت الشامة بسوادها للأسفل، حتى إذا صلى الخامسة خرج من الشامة، وابيضّ جسمه. فقال له جبرئيل (عليه السلام): "يا آدم مثل ولدك في هذه الصلاة كمثلك في هذه الشامة. من صلى من ولدك في كل يوم وليلة خمس صلوات خرج من ذنوبه كما خرجت من هذه الشامة" [2] .