ومنها: تنبيههم إلى ظلامته (عليه السلام) في منع ماء الفرات عنه حتى اشتد العطش به وبأطفاله وعائلته وبجميع من معه، ثم الحثّ على ذكره عند شرب الماء، والسلام عليه ولعن قاتليه... إلى غير ذلك.
وعلى كل حال فقد تحولت هذه الأمور من ممارسات عابرة إلى شعارات صارخة يتميز بها الشيعة عن غيرهم، وكان ثمرتها توحيد جماعتهم وتثبيت هويتهم، وتأكيد ولائهم لأهل البيت (صلوات الله عليهم)، وتمسكهم بخطهم، والبراءة من أعدائهم وظالميهم. على ما سبق عند الكلام فيما كسبه التشيع من فاجعة الطف.
المد الإلهي والكرامات الباهرة
ويشدّ من عزمهم على ذلك كله الآيات الظاهرة والكرامات الباهرة والمعاجز الخارقة التي تضمنها تراث الشيعة الرفيع، ولازالوا يرونها بأعينهم ويعيشونها في واقعهم، على امتداد الزمن. وقد بلغت من الكثرة والظهور بحيث أقرّ بها غيرهم قولاً وعمل.
الحكمة في التأكيد المذكور
وقد يخفى وجه الحكمة في ذلك على فريق من الناس، ويرون أو يقولون: إن الهدف السامي لنهضة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) التي انتهت بفاجعة الطف هو إصلاح المجتمع وتوجيهه نحو المبادئ السامية التي نهض الإمام الحسين (عليه السلام) من أجله، فاللازم الاهتمام بذلك. أما هذه الممارسات فهي لا تزيد عن أن تكون تقاليد وعادات، لا أهمية لها في تحقيق الهدف المذكور، ولا تستحق