responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 471

استغلال معاوية للعهد

الثاني: أن الإمام الحسن (صلوات الله عليه) كان مقيداً مع معاوية بصلح وميثاق يمنعه من الخروج عليه والمواجهة معه.

ونقض معاوية للشروط وإن كان مبرراً شرعياً وواقعياً لخروج الإمام (عليه السلام) عن الصلح، إلا أن معاوية بما يملك من قوى إعلامية وتثقيفية هائلة يستطيع أن يغفل عامة المسلمين عن جريمته في البدء بنقض الشروط، ويظهر الإمام الحسن (صلوات الله عليه) بمظهر الناقض للعهد، من أجل أن يكثف القوى ضده.

كما أنه بذلك يضعف قوة الإمام (عليه السلام) المعنوية، ويشوه صورته بنحو يتنافى مع مقام الإمام الرفيع في القدسية والمبدئية والمثالية، وصورة الدعوة الشريفة التي يتبناها (صلوات الله عليه)، بحيث يضرّ بها عقائدي.

وبعبارة أخرى: لا يكفي في الحفاظ على قدسية رموز الدين وقدسية دعوتهم ـ بحيث تأخذ موقعها المناسب عقائدياً ـ الحفاظ على المبادئ والمثالية واقع، وفي علم الله تعالى، بل لابد مع ذلك من البعد من مواقع التهم، وتجنب كل ما يمكن أن يستغله الخصوم في تشويه صورتهم وإن ابتنى على تجاهل الحقائق والكذب والبهتان والتهريج غير المسؤول.

ولذا ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه حينما طلبوا منه قتل عبد الله بن أُبي ـ بعد أن أعلن بمواقفه السلبية منه ومن دعوته ـ قال: "لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه" [1] .


[1] صحيح البخاري ج:6 كتاب التفسير: باب تفسير سورة المنافقين ص:65 باب قوله سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين، ص:67 باب يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون. صحيح مسلم ج:8 ص:19 كتاب البر والصلة والآداب: باب نصر الأخ ظالماً أو مظلوم. وغيرهما من المصادر الكثيرة.

نام کتاب : فاجعة الطف نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 471
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست