وتدعوا إليها في مقابل دعوة الباطل التي كان يفترض لها أن تنفرد في الساحة لولا نهضته وظهور دعوته.
ولا مبرر لهم في ذلك إلا تنبيه الغافل، وإيضاح معالم الحق الذي يدعون له، وإقامة الحجة عليه، ليتيسر لطالب الحق الوصول إليه، كما قال الله عز وجل: ((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُور))[1]، وقال سبحانه: ((ليَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ))[2] .
المقارنة بين دعوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وفاجعة الطف
وما الفرق بين دعوة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وحركته التي تسببت عن اختلاف الناس عامة في الدين الحق، ونهضة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) التي عمقت الخلاف بين المسلمين في تعيين الإسلام الحق، وكان لها أعظم الأثر في إيضاح معالمه؟!.
وإذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نجح في قيام أمة تعتنق الإسلام، وتستظل برايته، فإن الإمام الحسين (عليه السلام) قد كان له أعظم الأثر في نشاط الفرقة المحقة التي تلتزم بالإسلام الحق المتمثل بخط أهل البيت (صلوات الله عليهم)، والتي تهتدي بهداهم، وتستضيء بنورهم، وفي قوة هذه الفرقة وتماسكه، كما يأتي توضيحه في المطلب الثاني إن شاء الله تعالى.
لابد من حصول الخلاف بين المسلمين بسبب الانحراف
على أنه بعد أن لم يتفق المسلمون على التمسك بأهل البيت (صلوات الله عليهم) ليعتصموا بهم من الخلاف والضلال، وانحراف مسار السلطة،