responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 325

تراجع المنصور وتقديمه للشيخين

إلا أن المنصور الدوانيقي ـ الذي اشتدّ في القسوة مع العلويين ـ هو أول من تراجع منهم عن ذلك، فأقرّ خلافة الشيخين وتقديمهم. وإن كان ذلك لا يتناسب مع أسس الدعوة العباسية، كما هو ظاهر.

ويبدو أن إقدام المنصور على ذلك ليس من أجل ضغط الجمهور، لقوة ولائهم للأولين، بل من أجل ثورات الحسنيين، بحجة أنهم الأقرب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنهم من ذرية أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي هو أول الخلفاء من الهاشميين، وظهور دعوى النص القاضي بإمامة خصوص أهل البيت من بني هاشم، وغير ذلك.

فرأى المنصور أنه بتقديم الشيخين، وإقرار خلافتهم، والتركيز على تقديسهما ـ كما صنع معاوية ـ يحيي دعوة الخط الموالي لهم، ويستقطبه، لتقف في وجه العلويين. كما تقف حجر عثرة أمام دعوى النص المذكور، فقد قال: "والله لأرغمن أنفي وأنوفهم وأرفع عليهم بني تيم وعدي" [1] .

وبذلك تأكدت شرعية خلافة الشيخين واحترامهما وتقديسهم. وبدأ عهد تدوين السنة النبوية على الصعيد العام، وظهرت المقالات والفرق. واشتد الضغط على أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وعلى الطالبيين عموم، وعلى شيعتهم من قبل السلطة العباسية.

اعتراف المنصور ومن بعده بشرعية خلافة الأمويين

بل يبدو إغراق المنصور ومن بعده من حكام العباسيين في ذلك، فأخذوا يعترفون بشرعية خلافة الأمويين، بعد أن أمنوا منازعتهم لهم في السلطة. وذلك لتأكيد شرعية الخلافة بالقوة من أجل إضعاف موقف العلويين.


[1] منهاج الكرامة ص:69، واللفظ له. الصراط المستقيم ج:3 ص:204.

نام کتاب : فاجعة الطف نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست