لكن أمر الإسلام عملياً بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يجر على ما أراده الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل تعثرت الأمة في طريقه، وانحرفت عن خط أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وخرجت بالسلطة عنهم، وعن الالتزام بالنص على الإمام المعصوم. بل من دون نظام بديل حتى لو لم يكن إلهي.
وصار المعيار في الإمامة البيعة ولو بالقسر والقهر ـ مهما كانت منزلة المبايَع نسب، وأثراً في الإسلام، وسلوكاً في نفسه ومع الناس ـ اعترافاً بالأمر الواقع ورضوخاً له.
إنكار أمير المؤمنين والزهراء (عليهم السلام) لما حصل
وقد وقف أمير المؤمنين الإمام علي (صلوات الله عليه) وخاصة أصحابه ممن ثبت معه موقف المنكر لذلك، إقامة للحجة.
كما استثمرت الصديقة سيدة النساء فاطمة الزهراء (صلوات الله عليه) حصانتها نسبي، فدعمت موقفهم، وأصحرت بالشكوى والإنكار لما حصل في خطبتيها الجليلتين [2]، وأحاديثها ومواقفها الصلبة في بقية عمرها القصير، وأيامها القليلة، وأصرت على ذلك حتى قضت نحبه، في تفاصيل كثيرة لا يسع المقام استقصاءه.