responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 113

استغلال المعارضة للفاجعة ضد الحكم الأموي

هذا كله مضافاً إلى أن الجريمة ـ بأبعادها الواقعية والعاطفية ـ قد استغلت على أتم وجوه الاستغلال من قبل المعارضة.

وأظهرها في ذلك الوقت عبد الله بن الزبير العدو اللدود لأهل البيت (صلوات الله عليهم) ولعموم بني هاشم، كما تشهد بذلك مواقفه المشهورة. وقد أشرنا لبعضها في المقدمة [1]، ويأتي الإشارة لبعضها في الموضع المناسب.

ومع ذلك فقد حاول أن يستغل الفاجعة لصالحه. فقد كان في جملة كلامه ـ بعد أن ذمّ أهل العراق عامة والكوفة خاصة ـ أن ذكر الإمام الحسين (عليه السلام) فقال: "ولكنه اختار الميتة الكريمة على الحياة الذميمة. فرحم الله حسيناً وأخزى قاتل حسين... أفبعد الحسين نطمئن إلى هؤلاء القوم، ونصدق قولهم، ونقبل لهم عهد؟! لا ولا نراهم لذلك أهل. أما والله لقد قتلوه طويلاً بالليل قيامه، كثيراً في النهار صيامه، أحق بما هم فيه منهم، وأولى به في الدين والفضل. أما والله ما كان يبدل بالقرآن الغناء، ولا بالبكاء من خشية الله الحداء، ولا بالصيام شرب الحرام، ولا بالمجالس في حلق الذكر الركض في تطلاب الصيد فسوف يلقون غياً" يعرض بيزيد.

فثار إليه أصحابه، فقالوا له: "أيها الرجل أظهر بيعتك، فإنه لم يبق أحد ـ إذ هَلك حسين ـ ينازعك هذا الأمر". وقد كان يبايع سر، ويظهر أنه عائذ بالبيت. فقال لهم: "لا تعجلوا" [2] .


[1] تقدم في ص:64.

[2] تاريخ الطبري ج:4 ص:364 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: ذكر سبب عزل يزيد عمرو بن سعيد عن المدينة وتوليته عليها الوليد بن عتبة، واللفظ له. الكامل في التاريخ ج:4 ص:98ـ99 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: ذكر ولاية الوليد بن عتبة المدينة والحجاز وعزل عمرو بن سعيد. وقد اقتصر ابن الجوزي على ذكر خطبة ابن الزبير في تذكرة الخواص ص:268.

نام کتاب : فاجعة الطف نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست