لا يخلف الوعد ميمون نقيبته * * * رحب الفناء أريب حين يعتزم
من معشر حبّهم دين، و بغضهم * * * كفر، و قربهم منجى و معتصم
مقدّم بعد ذكر اللّه ذكرهم * * * و يشرف الإحسان و الكرم [1]
يستدفع السوء و البلوى بحبّهم * * * و يستربّ به الإحسان و النعم [2]
إن عدّ أهل التّقى كانوا أئمّتهم * * * أو قيل: من خير أهل الأرض؟ قيل: هم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم * * * و لا يدانيهم قوم، و إن كرموا
هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت * * * و الأسد أسد الشرى و الحرب مضطرم
يأبى لهم أن يجد الذلّ ساحتهم * * * خيم كريم و أيد بالندى هشم
لا يقبض العسر بسطا من أكفّهم * * * سيّان ذلك إن أثروا و إن عدموا
أيّ الخلائق ليست في رقابهم * * * لأولية هذا، أو له نعم
من يشكر اللّه يشكر أولية ذا * * * فالدّين من بيت هذا ناله الأمم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله * * * بجدّه أنبياء اللّه قد ختموا
و ليس قولك: من هذا؟ بضائره * * * العرب تعرف من أنكرت و العجم [3]
قال: فغضب هشام و أمر بحبس الفرزدق، فحبس بعسفان بين مكّة و المدينة، فبلغ ذلك عليّ بن الحسين (عليهما السلام)، فبعث إليه اثني عشر ألف درهم، و قال: «اعذرنا